لاعبة كاراتيه فلسطينية تأمل في مواصلة التدريب في مصر

لاعبة كاراتيه فلسطينية تأمل في مواصلة التدريب في مصر

حينما توجهت ميس البسطامي وهي في السابعة من عمرها مع جارها مدرب الكاراتيه جمال الخيري إلى أحد المراكز الرياضية بقطاع غزة لممارسة الرياضة من أجل “تفريغ طاقتها” لأنها طفلة نشيطة، لم تكن تعلم أنها تخطو الخطوات الأولى في مسيرتها المهنية كلاعبة كاراتيه محترفة.

ميس، الفائزة بالمركز الأول ببطولة غزة للكاراتيه لخمسة أعوام على التوالي، والبالغة من العمر 18 عاما، انجذبت إلى اللعبة القتالية في طفولتها بعد أن استمدت منها قوة في التعامل مع الآخرين.

وأوضحت شعورها كطفلة “أنا لاعبة كاراتيه وماحدش قدي وبحس إن أنا أقوى… الناس كانوا يخافوا مني لأن أنا ألعب كاراتيه، ولاد وبنات”.

شاركت ميس بعدد من البطولات المحلية على مدار 11 عاما كما لعبت بتصفيات المنتخب الوطني الفلسطيني، آملة أن تمثل بلدها في الفعاليات الرياضية الدولية ولكن الموافقات الأمنية وتصاريح المرور من المعابر حالت دون ذلك.

وتقدمت في العام الماضي بستة طلبات لتصاريح تم تجاهلها أو رفضها وكانت آخر محاولة لها في سبتمبر أيلول 2023، حين تقدمت بطلب تصريح من الجيش الإسرائيلي وطلب عدم ممانعة من الجيش الأردني لتتمكن من المشاركة في بطولة غرب آسيا للكاراتيه ولكنها لم تتلق ردا مطلقا.

ورغم تلك التحديات، كانت ميس دائما تتحلى بالتفاؤل وتقول “أحيانا كانت تجيني إنه أنا بشتغل على الفاضي إنه بالنهاية مش عارفة أشارك ببطولات تخليني أوصل للشيء اللي أنا بدي إياه بنفس الوقت إنه كان الأمل موجود دائما”.

وفي السابع من أكتوبر تشرين الأول، اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني قتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ بداية الحرب.

وصلت ميس مع والديها وأشقائها الثلاثة إلى مصر في نهاية أبريل نيسان، حالهم كحال عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين اتجهوا من غزة إلى مصر، فارين من الحرب.

ورغم مشقة الحرب، حاولت ميس التي نزحت مع أسرتها من منزلهم في شمال غرب غزة إلى رفح والتي كانت تتدرب قبل الحرب ست مرات أسبوعيا، المحافظة على مستواها الرياضي ولياقتها البدنية قدر المستطاع.

وتقول “إذا سنحت الفرصة كنت اتمرن في الفترة الأخيرة بمنطقة خالية وهاد كان خطر بس كان بديش لما أروح على مكان أحس إنه في فرق مستوى”.

وبعد وصولها إلى مصر، لجأت ميس، التي استقرت مع أسرتها بإحدى الضواحي السكنية في شرق القاهرة، إلى بعض المدربين بالاتحاد الفلسطيني للكاراتيه ليتواصلوا مع أقرانهم بالمنتخب المصري لتأمين فرص استكمالها التدريبات الرياضية اللازمة وحصلت على الموافقة للتدريب بأحد مراكز الشباب بالقاهرة الجديدة.

وأكد محمد الشاذلي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة المصرية، لرويترز أن الوزارة أصدرت حزمة من القرارات للاتحادات الرياضية في مصر، وهي الجهات المعنية بالتدريبات والمنتخبات، للتعاون مع الرياضيين الفلسطينيين.

وقال “هما بيتعاملوا في الأندية المصرية معاملة المصريين تماما فيما يتعلق بالمتطلبات الخاصة بالتدريبات… الوزير مدي توجيهات إن الاتحادات توفر كل المتطلبات الخاصة بتدريباتهم أو بالتحاقهم بفرق أو بأي شيء”.

وعلى الرغم من إصرار ميس على تحقيق حلمها بتمثيل بلدها في البطولات العالمية وحرصها على عدم إضاعة الوقت لتعوض انقطاعها عن التدريب لمدة تقارب سبعة أشهر يحول ألم الفقدان وخوفها على أصدقائها العالقين برفح دون قدرتها على الاستمتاع بالتدريبات.

وتقول “التمارين مش سهلة غير لم تكوني بتتمرني مع زملائك واخوانك”.

فقدت ميس في الحرب عددا من أفراد عائلتها وأصدقائها من اللاعبين في المنتخب وثلاثة أطفال كانت تقوم بتدريبهم على مدار عام ونصف العام قبل الحرب. ولكن أصعب خبر جاء في بداية الحرب حينما علمت بمقتل مدربها جمال الخيري بنهاية أكتوبر تشرين الأول جراء قصف جوي بمنطقة دير البلح.

وتقول ميس إنها تعلمت من مدربها الذي وصفته بأنه “أب وأخ وكل حاجة” تقدير المواهب و مساعدة أي شخص شغوف على تحقيق أحلامه، وأضافت “هو كان إنسان بيحس إنه أي واحد عنده موهبة بيروح يقعد معاه بكل حب”.

وحثت ميس زملاءها الرياضيين بمختلف الألعاب في غزة على الصبر على المحنة والثبات على طموحاتهم “بعد الحرب وبعد كل هاي الظروف راح يطلع من عندنا أبطال ينافسوا الأبطال العالميين، احنا شعب مابيكلش ولا بيمل”.