مقتل 9 بهجوم مسلح على مسجد للشيعة في عُمان

مقتل 9 بهجوم مسلح على مسجد للشيعة في عُمان

ارتفعت حصيلة قتلى عملية إطلاق النار في محيط مسجد للشيعة في مسقط إلى 6 أشخاص، بينهم شرطي، إضافة إلى مقتل المهاجمين الثلاثة، وفق ما أعلنت شرطة عُمان السلطانية اليوم الثلاثاء.

وقالت الشرطة في بيان نشرته عبر حسابها على منصّة "إكس": "أسفرت الحادثة عن وفاة خمسة أشخاص واستشهاد أحد رجال الشرطة ووفاة الجناة الثلاثة إضافة إلى إصابة 28 شخصاً من جنسيات مختلفة بينهم 4 أشخاص أثناء تأدية واجبهم الوطني من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع الدني والإسعاف".

 

في وقت سابق من اليوم، قالت الشرطة في بيان مقتضب إنّها "تعاملت مع حادثة إطلاق نار في محيط أحد المساجد في منطقة الوادي الكبير".

 

وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان بأنه "وفقاً لآخر المعلومات الواردة من السلطات العمانية، استشهد أربعة باكستانيين نتيجة إطلاق النار عليهم" في ما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي الغادر على مسجد علي بن أبي طالب في منطقة الوادي الكبير في مسقط بسلطنة عمان".

 

ولفتت الوزارة إلى أن "ثلاثين باكستانياً آخرين يخضعون للعلاج في المستشفيات"، معربة عن سرورها لتمكن السلطات العُمانية من "تحييد المهاجمين".

 

وعاد السفير الباكستاني في عُمان عمران علي بعض الجرحى في المستشفيات، وفق ما أفادت السفارة عبر منصة "إكس".

 

وقد نشرت مقطع فيديو دعا فيه السفير الجالية الباكستانية في السلطنة إلى التعاون مع السلطات المحلية وتجنّب الذهاب إلى موقع إطلاق النار.

 

وقال علي "لقد زرتُ ثلاثة أو أربعة مستشفيات. وبفضل الله، جميع المصابين بخير".

 

وأضاف: "نحن على تواصل مع السلطات العمانية وكذلك المستشفيات. وموظّفينا على أهبة الاستعداد للتبرع بالدم في حالات الطوارئ في السفارة"، مشيراً إلى أنه تم إنشاء خط ساخن لتلقّي اتّصالات من الجرحى وأقاربهم.

 

 

تحذير أميركي

وأصدرت سفارة الولايات المتحدة في مسقط تحذيراً أمنياً إثر إطلاق النار وأعلنت إلغاء كل المواعيد للحصول على تأشيرات دخول الثلاثاء.

 

وكتبت السفارة عبر "إكس": "على المواطنين الأميركيين توخّي الحذر ومتابعة الأخبار المحلية والامتثال لتعليمات السلطات المحلية".

 

وصباح الثلاثاء، كانت المنطقة لا تزال مطوّقة أمنياً وقد تعذّر على المصوّرين والصحافيين الوصول إليها، حسب ما أفاد مصوّر متعاون مع وكالة " فرانس برس ".

 

ولفتت الشرطة في بيانها إلى أنّه "تمّ اتّخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق".

 

ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تحقّقت وكالة "فرانس برس" من صحّتها، تظهر أشخاصاً يتفرّقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون "يا حسين" مناجاة للإمام الثالث عند الشيعة وحفيد النبي محمد.

 

ويحيي الشيعة هذا الأسبوع يوم عاشوراء الذي يستذكرون فيه مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء عام 680 على أيدي جنود الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.

 

ويُنظر الى السلطنة التي ينتمي سكّانها إلى المذاهب السنية والشيعية والإباضية، على أنها إحدى أكثر دول المنطقة انفتاحاً واعتدالاً في السياسية والدين والمجتمع.

 

 

حادثة نادرة

في العام 2005، أطلق مدرّس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط متسبّباً بوقوع قتيلين وجرح آخرين، قبل أن يقتل نفسه، حسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية حينها التي أشارت إلى أن دوافعه كانت "شخصية".

 

وتُعتبر مثل هذه العمليات حوادث نادرة جدّاً في السلطنة بخلاف الوضع في دول مجاورة.

 

مطلع العام الحالي، شهدت إيران المجاورة تفجيرين أوقعا 84 قتيلاً خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وتبناهما تنظيم " داعش ".

 

وفي العام 2015، استهدف هجوم انتحاري مسجد الإمام الصادق للشيعة في العاصمة الكويتية أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلاً و227 جريحاً، في اعتداء تبنّاه تنظيم "داعش".

 

وفي العام نفسه، شهدت السعودية هجمات عدّة، من بينها تفجيران في يومي جمعة متتاليين في أيار (مايو) 2015 استهدفا مسجدين شيعيين في المنطقة الشرقية وأسفرا عن مقتل 25 شخصاً.

 

أما البحرين فقد شهدت على مدى سنوات اضطرابات متقطّعة منذ قمع حركة احتجاج في شباط (فبراير) 2011 في خضم ثورات "الربيع العربي" قادتها الغالبية الشيعية التي تطالب بإقامة ملكية دستورية في المملكة التي تحكمها أسرة سنية.

 

وعادة ما تلتزم مسقط مواقف حيادية في النزاعات القائمة في المنطقة.

 

ومن بين هذه النزاعات الصراع في اليمن إذ تلعب مسقط دور الوساطة. كذلك، تستضيف السلطنة محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين المدعومين من إيران.

 

وتقيم إيران وسلطنة عمانتقليداً علاقات جيّدة. ولعبت عمان خصوصاً دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة في ملفات عدّة خصوصاً النووي الإيراني وتبادل سجناء بين واشنطن وطهران.