دعم أوباما لكاملا هاريس يعزز من فرصها في السباق الرئاسي
شكّل إعلان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما -عن تأييده لترشيح كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة- دفعة من شأنها تعزيز حملتها للتغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب السباق الرئاسي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
فقد قال أوباما في تدوينة بحسابه في منصة إكس أمس الجمعة “اتصلنا أنا وميشيل (زوجته) مطلعَ الأسبوع بصديقتنا كامالا هاريس. قلنا لها إننا نعتقد أنها ستكون رئيسة ممتازة للولايات المتحدة وإنها تحظى بدعمنا الكامل”.
وتابع “في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها بلادنا، سنبذل كل ما في وسعنا لضمان فوزها في نوفمبر/تشرين الثاني. نأمل أن تنضموا إلينا”.
ويعطي تأييد أوباما وزوجته زخما لحملة هاريس (59 عاما) التي حصلت على تأييد واسع من قادة الحزب الديمقراطي منذ إعلان الرئيس بايدن انسحابه من السابق الرئاسي ودعمه لترشحها.
ويعتبر موقف أوباما الأحدث بين الشخصيات الديمقراطية الوازنة التي أعلنت تأييدها لهاريس بعد انسحاب بايدن.
ونشرت حملة هاريس مقطع فيديو يظهر جانبا من المكالمة الهاتفية مع أوباما وزوجته، أعربت فيه هاريس عن أهمية تأييدهما، وقالت “هذا مهم جدا بالنسبة لي، سوف نستمتع بكل هذا معا، أليس كذلك؟”.
وصباح الجمعة، جاء الدعم أيضا من أولمبياد باريس، حيث اعتبرت أسطورة ألعاب القوى الأميركية أليسون فيليكس أن فوز هاريس بالانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني سيكون “حدثا عظيما”.
يبدو أن زخم التأييد الذي تحظى به هاريس قد فاجأ ترامب، فقد رفض أول أمس تحديد موعد لإجراء مناظرة مع المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي، مشيرا إلى أن ذلك سيكون “غير مناسب” حتى يتم إعلانها رسميا مرشحة لحزبها.
وبرر ستيفن تشيونغ المتحدث باسم حملة ترامب ذلك في بيان بأن الديمقراطيين “يمكن أن يغيّروا رأيهم”.
وسرعان ما ردت هاريس في تدوينة ساخرة -عبر منصة إكس- مذكّرة ترامب بما ورد في كلامه من قبل من استعداد لإجراء المناظرات “ماذا حدث لـ: في أيّ زمان وأيّ مكان؟”.
وكانت هاريس قد أعربت سابقا عن استعدادها لمناظرة ترامب، في 10 سبتمبر/أيلول المقبل، وهو الموعد الذي كان محددا لمناظرة ثانية بين ترامب وبايدن قبل انسحاب الأخير.
أثناء نشاط لحملتها في تكساس أول أمس، أوضحت هاريس الخطوط العامة لبرنامجها، وهي التعليم والحق في الإجهاض وتسهيل الحصول على الرعاية الصحية.
وألقت هاريس كلمة في مؤتمر الاتحاد الأميركي للمعلمين، أول نقابة تعلن تأييد ترشحها، في مدينة هيوستن. حذّرت فيها من أن البلاد تشهد هجوما شاملا من قِبلِ الجمهوريين على “الحريات التي تحققت بشق الأنفس بعد النضال من أجلها”.
وقالت على وقع تصفيق الجمهور الذي حضر الفعالية “بينما تقومون بتدريس الطلاب الديمقراطية والحكومة التمثيلية، يهاجم المتطرفون حرية التصويت. وبينما تحاولون إنشاء أماكن تفتح ذراعيها لأطفالنا وتوفر لهم بيئة آمنة ليتعلموا، يهاجم المتطرفون حقنا في العيش آمنين من العنف المسلح”.
وتابعت “لديهم الجرأة ليطلبوا من المعلمين وضع الأسلحة في الفصول الدراسية بينما يرفضون تمرير قوانين منطقية بشأن إجراءات السلامة المتصلة باقتناء الأسلحة”.
وأشارت نائبة الرئيس أيضا إلى إقدام العديد من الولايات المحافظة على حظر كتب تتناول موضوعات مرتبطة بالجندر والعنصرية، وقالت “نحن نريد حظر الأسلحة الهجومية، وهم يريدون حظر الكتب”.
وتأتي كلمة هاريس بينما تواجه تصعيدا في خطاب ترامب ضدها حيث وصفها الأربعاء بأنها “مجنونة يسارية متطرفة” وزعم أنها تؤيد إعدام الأطفال حديثي الولادة.
وبعد ساعات قليلة، وخلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبرزت اختلافها مع الرئيس بايدن فيما يتعلق بالتعاطي مع الحرب في قطاع غزة، حيث قالت إنها لن تصمت إزاء معاناة المدنيين في القطاع.
وانتقد ترامب هاريس بشدة خلال لقائه نتنياهو في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا أمس، محذرا من أن عدم فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة ستنجم عنه نتائج كارثية في الشرق الأوسط. وقال ترامب “لدينا أشخاص غير أكفاء يقودون بلادنا”.
وأضاف “إذا فزنا فسيكون الأمر سهلاً للغاية. كل شيء سيسير على ما يرام وبسرعة كبيرة. وإذا لم نفز، فقد نجد أنفسنا أمام حروب كبرى في الشرق الأوسط، وربما أمام حرب عالمية ثالثة”.
وعقب الاجتماع، أصدر فريق حملة ترامب الانتخابية بيانا قال فيه إن المرشح الجمهوري أعرب لنتنياهو عن رغبته في إحلال سلام بالشرق الأوسط، في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وفي الأثناء، يستمر الجدل في الأوساط السياسية الأميركية بسبب انتقادات وجهها جي دي فانس (مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس) وصف فيها هاريس بأنها من “العوانس صاحبات القطط اللواتي لم ينجبن أولاداً” وقد رفض الاعتذار عن تلك التصريحات أمس