"الضاحية وطهران تحت النار: تصعيد عسكري غير مسبوق يعيد تشكيل خريطة الصراع في الشرق الأوسط"
بقلم عبد الحميد عجم
في فترة زمنية قصيرة، استهدفت إسرائيل بفعالية قادة كبار من «حزب الله» و«حماس»، حيث ضربت الأولى في معقل الحزب بالضاحية الجنوبية، ووجهت ضربتها الثانية إلى قلب النظام الإيراني في طهران. كانت الضحايا هذه المرة القائد العسكري البارز في الحزب، فؤاد شكر (أو الحاج محسن)، ورئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، الذي كان في زيارة مهمة للنظام الإيراني.
الأحداث التي جرت ليلة أمس تحمل دلالات عميقة تتجاوز مجرد العمليات العسكرية؛ إذ تُعدّ استهدافات دقيقة ومؤثرة في توقيتها وأماكنها والأشخاص المستهدفين. من غير المستغرب أن يسعى «حزب الله» لتأمين خليفة عماد مغنية في ضاحية بيروت، كما أن إسماعيل هنية، الذي كان يتمتع بحماية خاصة من إيران، يبدو أنه لم يكن في مأمن من الهجوم الصاروخي الإسرائيلي، الذي كان موجهًا بدقة شديدة، حسبما جاء في البيان الإيراني.
هذه الهجمات ليست مجرد عمليات عسكرية عابرة، بل هي رسالة واضحة من إسرائيل. قد تكون خطورتها تقارب أو حتى تتجاوز تلك التي شكلها اغتيال قاسم سليماني، رغم أن الهجوم عليه كان من تنفيذ القوات الأميركية بناءً على أمر ترامب، وليس من إسرائيل مباشرة. ما جرى في "الثلاثاء الأسود" يعكس تصعيدًا قد يتجاوز بشكل كبير تأثير صواريخ ترامب. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى أين نحن ذاهبون؟
الرد الإيراني على هذه الضربات سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأحداث المستقبلية. فهل ستتمكن إيران من استيعاب هذه الضغوطات، بدءًا من بيروت وصولاً إلى طهران؟ وماذا عن ردود فعل «حزب الله» في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، و«حماس»؟ في الوقت ذاته، فإن الحوثيين، الذين يتمتعون بأسلوب عمل غير تقليدي، قد يختارون استراتيجيات غير متوقعة.
في بيان «حزب الله» بعد اغتيال فؤاد شكر، قيل: «ما زلنا في انتظار نتائج التحقيقات بشأن مصير القائد الكبير ومواطنين آخرين في المكان، وسنتخذ الإجراءات بناءً على ما تسفر عنه النتائج». لكن، لماذا التأخير في الإعلان عن الموقف الرسمي؟
في النهاية، نأمل أن يسود الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، التي عانت الكثير وبلغت مرحلة من التعب لا تطاق. فقد حان الوقت لإنهاء هذه الدوامة العنيفة والتوصل إلى حلول دائمة.