العد التنازلي بدأ: إسرائيل تستعد لضرب إيران... وواشنطن في سبات خطير
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

في مشهد يفتح أبواب جهنم على الشرق الأوسط، كشفت مصادر أمريكية رفيعة المستوى عن معلومات استخباراتية بالغة الخطورة تفيد بأن إسرائيل تستعد فعلياً لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة تهدد بإشعال حرب إقليمية كبرى، قد لا تبقي ولا تذر.
الأنباء التي انفردت بها شبكة CNN، وتأكدت عبر مصادر متعددة، تشير إلى أن التحضيرات الإسرائيلية تخطت مرحلة التلويح وبلغت التنفيذ العملي: من نقل ذخائر جوية إلى تدريبات عسكرية حية، كلها مؤشرات تقود إلى استنتاج واحد: الضربة قادمة، والمسألة مسألة توقيت فقط.
واشنطن في ورطة... وإسرائيل تراهن على "نافذة ذهبية"
في وقت يراهن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنجاز اتفاق نووي جديد مع طهران، يتحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكأن الحرب هي الحل الوحيد. ووفقًا لمصادر أمنية مطلعة، فإن تل أبيب ترى في ضعف إيران العسكري، وتفكك وكلائها، وانهيار اقتصادها، فرصة نادرة قد لا تتكرر. والنتيجة: قرار الهجوم وشيك... ومغلف برسالة واضحة مفادها: إما صفقة قوية... أو حرب لا مفر منها.
أي ضربة إسرائيلية على إيران لن تكون جراحية أو محدودة، بل ستفتح أبواب الرد الإيراني وأذرعه في المنطقة. لبنان، أول الحلفاء وأول الضحايا المحتملين. فحزب الله، الذراع الأقوى لإيران في المنطقة، لن يقف متفرجًا، ما يعني أن اللبنانيين مهددون مجددًا بجولة عنف لا تبقي ولا تذر — والدمار سيكون مضاعفًا، في ظل الانهيار الاقتصادي والشلل السياسي.
هل يدرك المسؤولون في بيروت أنهم أمام ساعة صفر إقليمية؟ وهل تمتلك الدولة اللبنانية أي خطة لمواجهة ما هو قادم؟ أم أن لبنان، كعادته، سيكون ساحة لا قرار له فيها، ولا قدرة على الحسم؟
الضوء الأخضر الأمريكي... وصمت مريب
رغم التصعيد الإسرائيلي، تؤكد تقارير أمريكية أن واشنطن لن تشارك في الضربة ما لم تُستفَز من قبل طهران. لكن المؤشرات تشير إلى ضوء أخضر مبطن: فلا ضغوط فعلية تمارس على تل أبيب، ولا ضمانات مقدّمة لطهران، ولا دعم لحلول دبلوماسية جادة.
النتيجة؟ إسرائيل قد تتحرك بمفردها، لكن بضمان صمت واشنطن وليس اعتراضها.
أين هو الموقف العربي من هذا التصعيد الأخطر منذ سنوات؟
هل نكتفي بالمراقبة؟ أم آن أوان موقف عربي ودولي يُعيد ضبط إيقاع المنطقة قبل أن تتحول إلى ساحة حرب مفتوحة؟
وهل الرأي العام العربي، الشعبي والنقابي والإعلامي، مستعد لهزّ ضمائر العالم قبل أن يُزهق آلاف الأرواح؟
في صمتٍ دولي مطبق وتواطؤ استراتيجي مفضوح، تتحرك إسرائيل نحو قرار قد يُشعل المنطقة لعقود. كل المؤشرات تقول إن الضربة آتية. وكل العيون تتجه إلى إيران، ولبنان، وسوريا، والخليج.
لكن السؤال الأهم: هل فات الأوان؟