اختبار الدم لمرض الزهايمر يرصد حالات الخرف بدقّة عالية
أظهرت دراسة جديدة أن فحوصات الدم المشتركة للكشف عن التدهور المعرفي تتمتع بدقة عالية بلغت 90 في المئة في تحديد ما إذا كان فقدان الذاكرة ناجماً عن مرض الزهايمر.
وجاءت هذه الدراسة في ظل توقع ارتفاع عدد حالات مرض الزهايمر في الولايات المتحدة، لتعطي أملاً في التشخيص المبكر.
وفي التفاصيل، تمكّن أطباء الأعصاب وغيرهم من المتخصصين في الذاكرة من تشخيص مرض الزهايمر بشكل صحيح في 73 في المئة من الحالات التابعة لهم، مقارنةً بتشخيص 61 في المئة من الحالات لدى أطباء الرعاية الأولية.
وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها يعيش أكثر من 6 ملايين أميركي مع مرض الزهايمر و#الخرف المرتبط به، في حين قد يساعد التشخيص والتدخّل المبكران على تأخير ظهور الأعراض.
ويُعدّ أحد أجزاء هذا الفحص، الذي يُدعى "p-taul 217"، من بين العديد من المؤشرات الحيوية في الدم التي يقيّمها العلماء لاستخدامها في تشخيص الضعف الإدراكي الخفيف ومرض الزهايمر في المرحلة المبكرة.
أجريت الدراسة التي نُشرت في مجلة JAMA Neurology الطبية، على 1،213 شخصاً يبلغ متوسط أعمارهم 74 عاماً، وكانوا يخضعون لتقييمات معرفية في السويد. وأظهرت أن حوالى 23 في المئة من المشاركين كانوا يعانون من تراجع إدراكي ذاتي، و44 في المئة كانوا يعانون من ضعف إدراكي بسيط، و33 في المئة كانوا مصابين بالخرف.
ووجد الباحثون أن اختبار الدم يتمتع بمستوى عالٍ من الدقة، ويقولون إن الدراسات المستقبلية يجب أن تدرّس كيفية تأثير هذه الاختبارات الدموية على الرعاية السريرية. كذلك أشار الخبراء إلى أنّ اختبارات الدم لا ينبغي أن تكون الأداة الوحيدة المستخدمة في تشخيص مرض الزهايمر، وأنه يجب استخدامها فقط للأشخاص الذين يعانون من تراجع إدراكي، وفقاً لما كتبته صحيفة "نيويورك تايمز".
في حين ذكرت شبكة "سي أن أن" أنه بالنسبة إلى الأشخاص الذين قد يكون لديهم مرض الزهايمر، فمن المتوقع أن تزداد فترات الانتظار للحصول على مواعيد مع الاختصاصيين وإجراء الاختبارات في المستقبل، مع ازدياد عدد المصابين بمرض الزهايمر. ولكن من خلال دمج اختبار معرفي قصير مع #اختبار دم دقيق لتحديد مرض الزهايمر في الرعاية الأولية، يمكننا تقليل الإحالات غير الضرورية وتقليص فترات الانتظار للمواعيد"، كما أوضح سورين ماتكه، الباحث في جامعة جنوب كاليفورنيا، الذي قدم عرضاً في المؤتمر الدولي لجمعية الزهايمر.
من جهته، شرح الأستاذ المشارك والاستشاري الأول في طبّ الأعصاب في جامعة " لوند" في السويد والمشارك في الدراسة الدكتور سيباستيان بالمكفيست أنّ "الفحص يقيس بروتين "تاو 217" وهو مؤشر ممتاز لداء الأميلويد".
وأضاف أن "زيادة تركيزات بلازما بروتين تاو الفسفوري 217 في الدم تعتبر شديدة في مرض الزهايمر. علماً أنه في مرحلة الخرف، تكون المستويات أعلى أكثر من 8 مرات مقارنة بكبار السنّ غير المصابين بالزهايمر".
من جانبها قالت كبيرة مسؤولي العلوم لدى جمعية الزهايمر، الدكتورة ماريا كاريلو: "نودّ أن يكون لدينا فحص دم يمكن استخدامه في عيادات أطباء الرعاية الأولية، ويعمل مثل فحص الكوليسترول، ولكن لمرض الزهايمر".
برأيها أنه بمجرّد اختبارها بشكل كامل، يمكن لفحوصات الدم عالية الدقة أن "تغيّر قواعد اللعبة في السرعة التي يمكننا بها إجراء تجارب الزهايمر والوصول إلى الدواء الجديد التالي"