"أزمة المحور: كيف يهدد التنوع الطائفي مستقبل لبنان؟".

بقلم عبد الحميد عجم

"أزمة المحور: كيف يهدد التنوع الطائفي مستقبل لبنان؟".

محور إيران يمتد ليشمل قوى متعددة، ليس فقط الطائفة الشيعية، بل أيضًا قوى سنية مثل "حماس" ومسيحيين كالعونية. هذا التنوع يعكس صراعًا عميقًا ومتشعبًا، يتجاوز مجرد تبادل الشتائم إلى قضايا أساسية تتعلق بالمحتوى والإطار، الحاضر والمستقبل. هذا يجعل الصراع أكبر وأخطر مما يبدو للوهلة الأولى

 

تظهر آثار هذا الصراع بشكل واضح في المشاهد المأساوية على الأرض: جثث تحت الأنقاض، بيوت محروقة أو مهجورة، ومليون نازح يتنقلون بين الشوارع. يعاني اللبنانيون من شعور عميق بالظلم والعزلة، مع غياب قيادة سياسية فعالة. رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، يفتقران إلى التفويض اللازم لتقديم الحلول.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتخذ قرارات استراتيجية حيال لبنان، حيث يعتبر "حزب الله" لاعبًا رئيسيًا في محور الممانعة. اغتيال نصر الله، ، قد يمثل خطوة جذرية لتغيير ميزان القوى في المنطقة. هذا الاغتيال يُرى من قبل بايدن وهاريس كنوع من "العدالة" لضحايا الحزب.

 

الحرب الحالية تكشف عن خلل هائل في ميزان القوى، حيث تستفيد الآلة العسكرية الإسرائيلية من تقدمها التكنولوجي في هجمات متكررة. بعد انتهاء التصعيد، تبرز أسئلة مهمة: كيف سيعيد "حزب الله" تقييم هذه التطورات؟ وكيف ستكون علاقته بإيران في ظل غياب نصر الله ؟

 

يواجه "حزب الله" تحديات جسيمة في علاقاته الداخلية. كيف سيؤثر وقف النار على تطبيق القرار 1701 ودور الجيش اللبناني بالتعاون مع "اليونيفيل"؟ كيف سيعيد الحزب بناء نفسه وتحديد دوره في ضوء موازين القوى الجديدة؟ وما هو مصير وحدة الساحات؟

 

عندما تهدأ العاصفة، ستتضح ملامح جديدة للسياسة في لبنان. سيكون من المهم مراقبة كيفية إعادة "حزب الله" بناء تحالفاته، وتغير أدوار القوى الإقليمية، وما هي إيران التي سنراها بعد هذه الأحداث. المستقبل يحمل الكثير من الغموض، لكن التغيرات الحالية تشير إلى تحول جذري في الصراع الإقليمي والدولي.