سوريا... ارتفاع حصيلة قتلى التفجير في منبج والرئاسة تتوّعد المنفذين

سوريا... ارتفاع حصيلة قتلى التفجير في منبج والرئاسة تتوّعد المنفذين

ارتفعت حصيلة قتلى تفجير سيارة مفخخة في مدينة منبج بشمال سوريا إلى 20 شخصا على الأقل، في منطقة تشهد أعمال عنف بين فصائل موالية لتركيا وقوات كردية، بحسب الرئاسة السورية التي تعهدت إنزال "أشد العقوبات" بالمرتكبين.

 

وهذا التفجير هو الثاني خلال أيام تشهده المدينة التي سيطرت عليها أخيرا فصائل موالية لتركيا، ضمن معارك ضد قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري. وانطلقت هذه المعارك تزامنا مع بدء فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام، هجوما ضد القوات الحكومية انتهى بإسقاط الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.

 

وتتمسك السلطات الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الذي يزور تركيا الثلاثاء، بحلّ الفصائل المسلحة ودمجها ضمن جيش جديد، بما فيها القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية".

 

وبينما تراجعت أعمال العنف بشكل ملحوظ في عموم سوريا عقب إسقاط الأسد إثر نزاع امتد أكثر من 13 عاما، تشهد مناطق في الشمال تفجيرات ومعارك بين القوات الكردية وفصائل موالية لتركيا منضوية في إطار "الجيش الوطني".

 

وانفجرت اليوم سيارة مفخخة على طريق رئيسي عند أطراف منبج شرق حلب.

 

وأكدت الرئاسة السورية بعد الظهر أن "التفجير الإرهابي الغادر" أسفر عن "سقوط عشرين شهيدا وعدد من الجرحى".

 

وأشار الدفاع المدني الى أن الضحايا، وغالبيتهم من النساء وبينهم أطفال، هم من العاملين في المجال الزراعي كانوا على متن شاحنة صغيرة، صادف مرورها في المكان عند وقوع الانفجار.

 

ونشر الدفاع المدني شريط فيديو من مكان التفجير، يظهر عددا من سيارات الاسعاف على جانب طريق عريض وهي تعمل على نقل مصابين، بينما بدت قطع من الحديد المحطّم يرجح أنها عائدة إلى السيارة المفخخة، وشاحنة بيضاء صغيرة متضررة بشكل بالغ، تكدس في جزئها الخلفي جرحى وجثث تمّ تمويهها.

 

وتعهدت الرئاسة أن الدولة السورية "لن تتوانى في ملاحقة ومحاسبة المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن تمرّ هذه الجريمة دون إنزال أشد العقوبات بمرتكبيها، ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن سوريا وإلحاق الضرر بشعبها".

 

ولم تتهم الرئاسة أي طرف بالتفجير، وهو الثاني من نوعه خلال أيام.

 

وقتل تسعة أشخاص على الأقل السبت بينهم مقاتلون موالون لتركيا، في انفجار "آلية ملغمة" قرب موقع عسكري، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وأفاد المرصد كذلك السبت بمقتل 10 عناصر من فصائل "الجيش الوطني" في معارك مع قوات سوريا الديموقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.

 

وقادت هذه القوات المعروفة اختصارا باسم "قسد"، الحملة العسكرية التي أدت إلى دحر تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معاقله في سوريا عام 2019.

 

ودان قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي في منشور عبر إكس "شدة التفجيرات التي استهدفت مدينة منبج"، معتبرا أن "هذه الأعمال الإجرامية تهدد وحدة النسيج الوطني ويجب أن يُحاسب مرتكبوها".

الشرع إلى تركيا بعد السعودية

وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لـ"قسد"، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينات. وتصنّف تركيا والولايات المتحدة حزب العمال "منظمة إرهابية".

 

وخلال المعارك الأخيرة، طردت فصائل مدعومة من تركيا قوات سوريا من جيوب عدة في الشمال منها منطقة تل رفعت ومدينة منبج، رغم الجهود الأميركية للتوسط في وقف إطلاق النار.

 

ولا تزال "قسد" تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرق)، خصوصا الضفة الشرقية لنهر الفرات.

 

ودعت الإدارة السورية الجديدة قوات سوريا الديموقراطية إلى الاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع والجيش الجديد المزمع إنشاؤه، رافضة أي نوع من الحكم الذاتي في مناطق الأكراد.

 

ولوّحت تركيا التي تنشر قوات في شمال سوريا، بشنّ عملية عسكرية ضد الأكراد.

 

وترتبط السلطات السورية الجديدة بعلاقات وثيقة مع أنقرة التي كانت من أبرز المناهضين للرئيس المخلوع. وزار مسؤولون أتراك دمشق بعد سقوط الأسد.

 

وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من أنقرة في منتصف كانون الثاني/يناير، رفض الإدارة الجديدة لأي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها.

 

ويرجح أن يكون ملف الأكراد على جدول أعمال زيارة يقوم بها الشرع الى تركيا الثلاثاء، في ثاني محطة خارجية له بعد السعودية.

 

وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون إن الشرع "سيزور أنقرة الثلاثاء بناء على دعوة من رئيسنا رجب طيب إردوغان".

 

وستركز المحادثات على "الخطوات المشتركة التي يتعين القيام بها من أجل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدامين" في سوريا.

 

وكان الشرع وصل الأحد الى السعودية في أول زيارة خارجية له. وأكد عقب لقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التزام المملكة دعم "بناء مستقبل" بلاده.

 

وأجرى الشرع يرافقه الشيباني الثلاثاء، مراسم العمرة في مكة المكرمة، بحسب الإعلام الرسمي السوري.