يمنى بشير الجميل تكرّس زعامتها الوطنية: لبنان أولًا وفوق الجميع!
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

في لبنان، حيث السياسة غالبًا ما تكون رهينة الانقسامات الطائفية والصراعات التاريخية، برزت يمنى بشير الجميل بصوت مختلف، حمل رسالة جامعة تتجاوز الاصطفافات التقليدية. تصريحها قبل ستة أشهر، الذي أكدت فيه أن "لا لون لوطنيتنا ولا حدود بين قرانا ومدننا على 10452 كلم²"، لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل كان موقفًا واضحًا ضد كل أشكال التقسيم والفرقة.
يمنى الجميل: إرث القيادة بروح جديدة
ورثت يمنى الجميل عن والدها، الرئيس الشهيد بشير الجميل، روح القيادة، لكنها اختارت أن تسير في درب مختلف، يسعى إلى التوحيد بدلًا من الانقسام. لم تكن تصريحاتها محاولة لتصفية حسابات الماضي، بل جاءت تعبيرًا عن إيمان حقيقي بلبنان الواحد الذي يتخطى الحواجز الطائفية والمناطقية.
منذ ستة أشهر، ومع انتشار تصريحاتها، شهدت الساحة اللبنانية حالة من الجدل بين مؤيدين رأوا في كلماتها بصيص أمل وسط الظلام السياسي، ومعارضين اعتبروها خروجًا عن خطابات اليمين التقليدي. لكنها رغم ذلك، بقيت ثابتة على موقفها، مؤكدة أن الوطن يجب أن يكون للجميع.
هل أحدثت يمنى الجميل فرقًا؟
بعد مرور ستة أشهر على موقفها الجريء، لا تزال التحديات التي تواجه لبنان قائمة، لكن هل أثّرت كلماتها في المشهد السياسي؟
لاقت تصريحاتها تفاعلًا إيجابيًا، خاصة بين الشباب اللبناني الباحث عن قيادات جديدة تتحدث بلغة مختلفة عن لغة الماضي.
الإعلام المحلي والدولي سلط الضوء على موقفها، معتبرًا أنها تمثل نموذجًا لقادة قادرين على تقديم رؤية وطنية بعيدًا عن الاصطفافات.
واجهت انتقادات من بعض الجهات السياسية، التي رأت في تصريحاتها خروجًا عن النهج الذي تبنّاه اليمين المسيحي لعقود.
بعض الأصوات حاولت التقليل من أهمية موقفها، واعتبرته مجرد خطاب إعلامي لا يغيّر من واقع السياسة اللبنانية المعقّد.
لماذا يجب دعم يمنى الجميل؟
لأنها تطرح رؤية جامعة للبنان، بعيدة عن الطائفية والانقسامات التي مزّقت البلاد لعقود.
لأنها تمثل جيلًا جديدًا من القادة الذين يفكرون في المستقبل بدلًا من البقاء أسرى الماضي.
لأنها تمتلك الشجاعة السياسية لمواجهة الخطاب التقليدي الذي يكرّس الخلافات بدلًا من حلّها.
المرحلة المقبلة: من الكلام إلى الفعل؟
التحدي الحقيقي ليمنى الجميل اليوم هو الانتقال من التصريحات إلى العمل السياسي الفعلي. هل ستتمكن من تحويل خطابها الوطني إلى مشروع سياسي؟ هل ستؤسس تيارًا أو حركة تعبر عن رؤيتها للبنان الجديد؟
لبنان بحاجة إلى أصوات مثل يمنى الجميل، لأن الوطن لا يمكن أن يُبنى على الانقسامات، بل على التفاهم والشراكة الحقيقية. إذا استمرت في هذا النهج، فقد تكون واحدة من الشخصيات القادرة على إحداث تغيير حقيقي في المستقبل السياسي للبلاد.
الأيام المقبلة ستحدد ما إذا كانت كلماتها مجرد تصريح عابر، أم بداية لمرحلة جديدة في المشهد السياسي اللبناني.