عاصفة التهجير الشيعي الشامل: حين يفرض حزب الله حرباً يدفع ثمنها الأبرياء

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

عاصفة التهجير الشيعي الشامل: حين يفرض حزب الله حرباً يدفع ثمنها الأبرياء

في مشهد غير مسبوق من النزوح والمعاناة، تجتاح لبنان موجة تهجير واسعة للطائفة الشيعية، في لحظة فارقة تُلقي بظلالها على مصير هذا المكوّن الذي بات يدفع ثمناً باهظاً لسياسات حزب الله. انطلقت هذه العاصفة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة استهدفت الأمين العام لحزب الله وعدداً من قادته في "مربعه الأمني" بحارة حريك، مما فتح أبواب جحيم القصف المستمر على معاقل الحزب وبلدات الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.

 

لم تكن الغارات مجرد ضربة عسكرية؛ بل كانت الشرارة الأولى التي فجّرت موجة غير مسبوقة من التهجير، طالت جميع المناطق ذات الكثافة السكانية الشيعية. لم يتبقّ مكان آمن للطائفة، إلا بعض أحياء غرب بيروت المكتظة أصلاً، والتي اكتظت بعشرات الآلاف من النازحين، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية. وبينما لجأ البعض إلى الساحات العامة وسط بيروت، اتجه آخرون إلى السواحل يفترشون الأرض، بعد أن فقدوا بيوتهم وأمانهم.

 

في شمال البقاع، دفع القصف أهالي بعلبك-الهرمل إلى النزوح صوب سوريا أو مناطق الشمال كعكار، أو إلى المرتفعات الشرقية، في مسعى لحماية أنفسهم من الدمار.

خريطة تهجير سوداء ترسمها الحرب وتوقّعها سياسات حزب الله

 

بأعداد مهولة تُقدَّر بمليون و200 ألف مهجر، رسمت الطائفة الشيعية خريطة نزوح لم تشهدها منذ أزمات لبنان الطائفية والحربية الكبرى. هذا التهجير القسري دفع الكثيرين للتساؤل حول تكلفة الحرب التي يفرضها حزب الله على الطائفة، والتي لم تجلب سوى الدمار وتراجع الأمان، إذ يدفع المواطن البسيط ضريبة الطموحات السياسية.

 

وسط هذه المعاناة، تتجلى حقيقة مرة: تلك الجماهير التي ساندت حزب الله يوماً، وجدت نفسها اليوم بلا ملاذ.