الراعي: الحاجة ملحّة إلى ورشة إصلاح تربويّ تنطلق من حرّيّة التعليم التي يكفلها الدستور اللبنانيّ

رأى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ اللبنانيين حجّاج الرجاء، إذ إنّهم اختبروه في مطلع هذه السنة على أكثر من صعيد، ولو مخفيًّا بين ركام الدمار، ودماء القتلى والجرحى، ودموع المحزونين والحزانى.
وقال، في قداس عيد الفصح، من بكركي: “كان الرجاء بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة ينعم بثقة الداخل والخارج، ورئيس للحكومة والوزراء الواعدين فيها، والتعيينات الجديدة العسكريّة والقضائيّة”.
وأضاف: “هذه كلّها من مظاهر الرجاء الآتي من الله الذي يدعونا إلى دحرجة حجر اليأس والقنوط وفقدان الرجاء فالكلمة الأخيرة لم تكن لموت المسيح الفادي بل لقيامته".
واعتبر أنّ دور المسيحيّين، أن يكونوا أصحاب رسالة وهي: أن يعزًوا الحزانى ويحملوا أثقال الآخرين، وأن يشجّعوا، وأن يعلنوا الحياة في زمن الموت، وأن يظلّوا بمدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم وسائر مؤسّساتهم، في كلّ مكان وبيئة، يؤدوّن الخدمة للجميع، ويشهدون أنّ جميع البشر إخوة وأخوات، فيُسكتوا صراخ الموت.
وقال: “كفى حروبًا، كفى تصنيع أسلحة والمتجارة بها، فالعالم بحاجة إلى خبز لا إلى سلاح. ولتتوقّف عمليّات الإجهاض وقتل الأبرياء، ولتُفتح أيادي القادرين لتملأ الأيادي الفارغة حتى من الضروريّ”.
وشدّد الراعي على الحاجة الملحّة إلى ورشة إصلاح تربويّ شاملة، تنطلق من حرّيّة التعليم التي يكفلها الدستور اللبنانيّ وتستند إلى ما جاء في شرعة حقوق الإنسان التي تؤكّد في مادّتها السادسة والعشرين على "حقّ كلّ إنسان في التعلّم.
وأوضح أنّ هذه الورشة لا يمكن أن تُؤتي بثمارها إلا من خلال حوار بنّاء، يشارك فيه جميع المعنيّين في الشأن التربويّ: إدارات ومعلّمين وأهالي تلامذة، بهدف وضع تشريعات حديثة، عصريّة، عادلة ومنصفة، تحفظ حقوق مختلف مكوّنات العائلة التربويّة.
وأكّد ضرورة:
تسوية أوضاع صندوق التعويضات للمعلّمين في المدارس الخاصّة، بما يضمن حقوق الأساتذة الحاليّين والمتقاعدين؛
إقرار تشريعات تحافظ على المدرسة المجانيّة، لما لها من دور أساسيّ في تأمين التعليم لمن هم الأكثر حاجة؛
استكمال ورشة تحديث المناهج التربويّة، بما يتلاءم مع متطلّبات العصر، ويُسهم في تنشئة أجيال قادرة على بناء مستقبل الوطن".