بعد ضرب أذرع إيران في المنطقة... هل حان وقت إسقاط الرأس؟
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

في خضم تصاعد التسريبات والتصريحات المتناقضة من واشنطن وتل أبيب وطهران، باتت المنطقة على حافة لحظة فارقة. عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لم تُشعل فقط الجدل السياسي الأميركي، بل بعثت رسائل نارية إلى إيران وحلفائها، مفادها أن زمن التهاون قد انتهى. الملاحظ اليوم هو تسارع وتيرة الرسائل المعلنة والمبطّنة، التي تكشف عن تنسيق غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب، يُشبه إلى حد بعيد ما سبق غزو العراق في 2003. حينها، قرأ صدام حسين الإشارات خطأً... وكانت الكارثة. أما اليوم، فتبدو طهران أكثر حذرًا، لكنها لا تخفي قلقها. فبعد أن تم تحييد أذرعها في غزة ولبنان واليمن، تُدفع إيران نحو الزاوية، حيث الخيار الوحيد أمامها هو المواجهة المباشرة، أو القبول بتسوية تفرغ مشروعها النووي من مضمونه. والأخطر أن هذه الجولة ليست كسابقاتها؛ فالمواجهة هذه المرة تتجه إلى العمق الإيراني، لا إلى الوكلاء ولا إلى الساحات البديلة. لبنان الذي كان دائمًا في قلب النيران، يبدو هذه المرة بعيدًا عن خط الاشتباك المباشر، لكنه ليس خارج الحسابات. فصمت الضاحية لا يعني برودًا، بل ترقّبًا لما هو أعظم. نتنياهو، الذي يحلم منذ سنوات بتفكيك المشروع النووي الإيراني، يواصل حرب الظل داخل طهران، بينما ترمب يُظهر رغبته في الدبلوماسية، دون أن يسحب فتيل الحرب. كل المؤشرات تؤكد أن "الرأس" بات في مرمى التصويب، وأن الزمن العربي يدخل فصلًا جديدًا، لا يشبه ما قبله. إنها لحظة إعادة تشكيل الشرق الأوسط... لا بالمؤتمرات، بل على وقع التفجيرات. والسؤال: هل نستعد نحن، أم ننتظر أن يكتب التاريخ فصوله على أطلالنا؟