العلامة علي محمد الأمين: دعوة لإنقاذ لبنان وإحياء مشروع الدولة الواحدة

بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم

العلامة علي محمد الأمين: دعوة لإنقاذ لبنان وإحياء مشروع الدولة الواحدة

في زمن يعيش فيه لبنان أزمات خانقة على كافة المستويات، يطل العلامة علي محمد الأمين بموقف وطني شجاع، يجسد رؤية ثاقبة ودعوة حازمة لإعادة بناء الدولة على أسس الوحدة والسيادة. في رسالته الأخيرة إلى اللبنانيين الشيعة، والموجهة أيضاً إلى المرجعية الدينية في العراق، يقدم العلامة الأمين خارطة طريق للخروج من نفق الطائفية والانقسامات نحو دولة مؤسسات قوية تحتضن جميع أبنائها.

 

العلامة الأمين: صوت الحكمة في زمن الانقسام

 

لقد أثبت العلامة علي محمد الأمين مراراً أنه رجل الدولة والفكر، فمواقفه لا تنبع من حسابات سياسية ضيقة بل من إيمان عميق بمستقبل لبنان كوطن نهائي لجميع أبنائه. في رسالته هذه، ذكّر اللبنانيين الشيعة بمشروع الإمام موسى الصدر القائم على رفض الدويلات والسلاح الخارج عن الشرعية، ودعا القيادات الشيعية الحالية إلى التخلي عن أي ممارسات تعرقل مشروع الدولة الجامعة.

رسالة تحمل أبعاداً تاريخية ووطنية

 الدعوة إلى سيادة الدولة:

شدد العلامة الأمين على أن الدولة اللبنانية هي المرجعية الوحيدة، داعياً القيادات الشيعية الحالية إلى إعلان الولاء التام لها والتخلي عن أي ممارسات تعوق سيادتها. وقال: "لا حل للبنان إلا في إقامة شرعية الدولة الواحدة"، مؤكداً أن هذا الموقف هو جزء من إرث الطائفة الشيعية الوطني الذي أرساه الإمام موسى الصدر.

 

 إعادة توجيه الدور السياسي للطائفة الشيعية:

أوضح أن أبناء الطائفة الشيعية لطالما طالبوا بمشروع الدولة منذ سبعينيات القرن الماضي، وأن القيادات السياسية والدينية الحالية يجب أن تعيد النظر في مسارها بما يتماشى مع هذه التطلعات الوطنية.

 

رفض الطائفية وتعزيز العيش المشترك:

أكد العلامة الأمين أن الطائفة الشيعية كانت وما زالت جزءاً من العقد الاجتماعي اللبناني، وأن مشروع الدولة الواحدة يتطلب تجاوز الأطر الطائفية الضيقة لتحقيق العدالة والاستقرار لكل اللبنانيين.

رسالة تتحدى الواقع وتضع الحلول

رسالة العلامة الأمين لم تكن مجرد نقد للواقع، بل قدمت حلولاً عملية وواضحة للخروج من المأزق. فقد دعا القيادات الشيعية إلى التخلي عن أي ازدواجية في الولاء والتركيز على بناء الدولة اللبنانية كمرجعية عليا. كما ناشد جميع اللبنانيين، وليس فقط الشيعة، للتمسك بالوحدة الوطنية ومواجهة أي مشروع يهدف إلى تفكيك الكيان اللبناني.

ماذا تعني هذه الرسالة للبنانيين؟

في زمن تصاعد الخطاب الطائفي والانقسامات السياسية، تمثل رسالة العلامة الأمين نافذة أمل للبنانيين. إنها دعوة للتخلي عن لغة السلاح والدويلات، والعودة إلى مشروع الدولة الذي يتسع للجميع. فالأزمات التي يعيشها لبنان اليوم لا يمكن حلها إلا من خلال بناء مؤسسات قوية وشرعية، تضمن حقوق الجميع وتعمل على تعزيز الانتماء الوطني.

الخلاصة: صوت الأمل في زمن الأزمات

موقف العلامة علي محمد الأمين هو دعوة صريحة وواضحة للقيادات السياسية والدينية أن تعيد النظر في خياراتها، وللشعب اللبناني أن يتمسك بحلمه في دولة واحدة قوية وعادلة. إنها رسالة تحمل صدى تاريخياً ووطنياً، وتمثل خارطة طريق للخروج من الأزمات نحو مستقبل أفضل.

إن هذا الصوت الوطني الصادق يجب أن يُسمع عالياً، لأن بناء الوطن يبدأ من إعادة الإيمان بمشروع الدولة