جوزيف عون ونواف سلام: معركة الإنقاذ بدأت... الشعب معكم!
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
في تاريخ لبنان، قلة هم القادة الذين وضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية والطائفية، بينما الغالبية سخّرت الطوائف درعًا لحماية نفوذها وإطالة بقائها في السلطة. هؤلاء جعلوا الانتماء الطائفي أداة للهيمنة بدلًا من أن يكون وسيلة لبناء وطن يتسع للجميع، فحوّلوا الدولة إلى غنيمة يتقاسمونها، غير آبهين بانهيار الاقتصاد أو بمعاناة اللبنانيين.
اليوم، يقف لبنان على مفترق طرق حاسم، حيث تتجه الأنظار إلى جوزيف عون كرئيس للجمهورية، ونواف سلام كرئيس للحكومة، في لحظة قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد. انهيار مشروع السيطرة الإيرانية، وتراجع الهيمنة السورية، وانكشاف زيف الشعارات التي رُفعت لعقود لتبرير الفساد والاستبداد، كلها عوامل تهيئ الأرضية لتغيير جذري. لكن هذا التغيير لن يتحقق إلا بحكومة صدمة وطنية، تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، وتضع حدًا لنظام المحاصصة الذي أوصل لبنان إلى الهاوية.
الشعب اللبناني فقد الثقة بالسياسيين، لكنه لم يفقد الأمل بالدولة. لقد أثبتت الأزمات أن اللبنانيين قادرون على الصمود والإبداع رغم العقبات، لكنهم بحاجة إلى قيادة جريئة تكسر الحلقة المفرغة من الفساد والتعطيل. المطلوب اليوم ليس مجرد تشكيل حكومة جديدة، بل إطلاق مسار إصلاحي حقيقي يعيد للدولة شرعيتها، ويستعيد ثقة الداخل والخارج.
العالم يراقب، وصبر اللبنانيين نفد. الكرة الآن في ملعب عون وسلام: إما أن يكونا رمزًا لمرحلة جديدة تنهض بلبنان، أو ينتهي بهما المطاف كإضافة جديدة إلى سجل الخيبات. القرار بأيديهما، لكن الحكم سيكون للشعب والتاريخ.