"لبنان في لحظة فارقة: استعادة السيادة وطَي صفحة «حزب الله»"

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

"لبنان في لحظة فارقة: استعادة السيادة وطَي صفحة «حزب الله»"

طي صفحة «حزب الله»: ضرورة ملحة لسلامة لبنان

 

تواجه لبنان اليوم تحديات جسيمة تتطلب من القادة اتخاذ خطوات جريئة. ينبغي أن تتضافر الجهود لطَي صفحة «حزب الله» وفتح فصل جديد في مسيرة الوطن السياسية. إن الأزمة الحالية تتطلب إنهاء وجود هذه الكتلة السياسية سريعًا لضمان سلامة لبنان واستقراره.

 

أي تأخير في هذا السياق هو بمثابة prolongation لمعاناة اللبنانيين وإهانة للكرامة الوطنية. كما قال رفيق الحريري: "ما في أحد أكبر من بلده". فهل لا يزال هناك سياسيون شجعان في لبنان قادرون على اتخاذ قرارات مصيرية كهذه؟

 

لطالما ناقش المحللون مفهوم "هشاشة الكيان الصهيوني"، وقدمت برامج وثائقية تسخر من قوته. لكن عندما حانت ساعة الحقيقة، اتضح أن الطرف الهش هو إيران، وليس إسرائيل. فقد استطاعت إسرائيل القضاء على عدد من قادة «حزب الله» بفعالية غير مسبوقة، مما يعكس ضعفًا ملحوظًا في استراتيجية الحزب. هذا يثير تساؤلات عن قدرة «حزب الله» على حماية مصالح لبنان، أم أنه بات عبئًا ثقيلاً على الوطن؟

 

إن استمرار وجود «حزب الله» يعيق جهود إعادة بناء لبنان ويدمر الآمال في تحقيق استقرار سياسي واقتصادي. كما أن العلاقات المتوترة مع الدول العربية والمجتمع الدولي بسبب وجود الحزب تشكل عائقًا أمام أي تقدم.

 

لنكن موضوعيين، إذ يجب علينا استكشاف العواقب المحتملة لطي صفحة «حزب الله». قد يتطلب هذا الأمر تفاهمات سياسية مع قوى محلية وإقليمية لضمان انتقال سلس للحكم واستعادة السيطرة على المؤسسات الحكومية. يجب أن يكون الهدف هو بناء دولة قوية قادرة على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل ودون تدخل خارجي.

 

جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من بيروت التمسك بشرط ربط مصير الحرب على لبنان بمصير الحرب على غزة، مما يعكس استمرارًا لانسداد أفق الحل في المنطقة. إن هذه التصريحات تعكس تدخلًا سافرًا في الشؤون اللبنانية، مما يستدعي إعادة تقييم العلاقات مع إيران وضرورة اتخاذ خطوات حاسمة. لذلك، يجب علينا التفكير جديًا في طرد وزير الخارجية الإيراني من لبنان، لنتجاوز هذه الضغوط ونستعيد سيادتنا الوطنية.

 

إذًا، هل نحن على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ لبنان؟ الوطن هو الأولوية، ويجب أن نسعى لاستعادة سيادتنا واستقرارنا. مستقبل لبنان لا يمكن أن يتحقق إلا بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية. إن الشجاعة في اتخاذ القرار ستكون الدافع نحو بناء لبنان جديد، حيث تسود القيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

 

وفي هذا السياق، فإن بناء توافق وطني حول رؤية واضحة للغد سيضمن ليس فقط استقرار لبنان، بل أيضًا عودته إلى حاضنته العربية. إن الشعب اللبناني، بمختلف طوائفه ومكوناته، قادر على تجاوز هذه الأزمة إذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة. بإعادة النظر في الدور الذي يلعبه «حزب الله» في المشهد اللبناني، نستطيع أن نخطو نحو استعادة الثقة بين اللبنانيين والجهات الدولية. فلبنان بحاجة إلى استثمارات ودعم خارجي، ولن يتسنى ذلك دون أن تتعزز علاقاته مع محيطه الإقليمي والدولي.