أسدلت الستارة بعد مسيرة حافلة بالجدل... البسام تستقيل من "الجديد"

في خطوة لافتة، وبعد سنوات عدة تقدمت مريم البسام، مديرة الأخبار والبرامج السياسية في قناة «الجديد»، باستقالتها من منصبها، لتسدل الستار على مسيرة حافلة بالجدل والمواقف الصريحة في محطة "الجديد" الذي يعيش واحدة من أكثر مراحله حساسية منذ سنوات.
جاء ذلك، بعد بث تقرير صحافي تناول ضريح الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، خلال حلقة "توك شو" سياسي في 2 أيار/مايو، قدمتها الصحافية جوزفين ديب التي أشارت وشدّدت على أن القناة تلقّت هذا التقرير ولم يتم إنتاجه في "الجديد"، وأن التلفزيون لا يتبنّاه ولا ما جاء فيه. كما كانت ديب نقدية على العديد من التفاصيل التي وردت في التقرير نفسه، فيما أوضح ضيفها الصحافي طوني بولس إن التقرير أعده إعلاميون لبنانيون وعرب.
وأثار التقرير ردود أفعال واسعة داخل الأوساط الإعلامية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون إساءة مباشرة لشخصية دينية وسياسية ذات رمزية عالية، ومساساً بمجتمع كامل.
ولم تقتصر التداعيات على ردود الأفعال الخارجية، بل امتدت إلى داخل القناة نفسها، حيث تم تداول عريضة نُسبت إلى مجموعة من موظفي "الجديد"، عبّروا فيها عن اعتراضهم على مضمون التقرير، واعتبروه خروجاً على المعايير المهنية ومصدر إساءة لفئات واسعة من الناس. كما أشار الموقعون إلى شعورهم بالتهديد والخوف على سلامتهم الشخصية نتيجة هذا الموقف.
وبعد أيام من تسريب الوثيقة، تم تداول خبر إقالة الصحافيين رواند بوضرغم وقاسم البسام (شقيق مريم البسام) من التلفزيون. وربط كثيرون هذه الإجراءات بالعريضة المسربة، واعتبروا أن ما يجري يعكس مناخاً من الترهيب وتضييقاً على حرية التعبير داخل التلفزيون، ومحاولة لكتم أي صوت داخلي معارض أو ناقد.
في المقابل، عملت القناة على نشر رواية مغايرة، تقول إن مديرة الأخبار مريم البسام لم تُقَل ولم تستقل رسمياً، بل هي في مرحلة تفاوض إداري داخلي، وأن ما جرى لا علاقة له بالاعتراض على التقرير، بل يتعلق بتسريب وثيقة داخلية من دون إذن، ما اعتبر خرقاً للثقة وسلوكاً يهدد بيئة العمل.
وأشارت مصادر من داخل "الجديد" إلى أن تحقيقاً داخلياً توصل إلى أن من سرب العريضة هما رواند بوضرغم وقاسم البسام، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ إجراء بحقهما. وأكدت المصادر أن الإشكال لا يقتصر على مضمون الوثيقة، بل يشمل أيضاً إدراج أسماء لم تكن من بين الموقّعين فعلياً، ما اعتبر تضليلاً متعمداً للرأي العام. وبحسب هذه الرواية فإن التسريب لم يكن مجرد تعبير عن موقف، بل محاولة متعمدة لخلق موجة تحريض داخلية ضد بعض الزملاء.