ترامب يقرّع طبول الحرب... فهل لبنان هو الهدف التالي؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

ترامب يقرّع طبول الحرب... فهل لبنان هو الهدف التالي؟

في لحظة مفصلية من تاريخ الشرق الأوسط، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصوته الصاخب:

"إخلوا طهران فوراً! لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي... كررت ذلك مراراً!"

هذه ليست مجرّد تغريدة، بل إعلان غير مباشر عن دخول المنطقة أخطر مراحلها. حاملة الطائرات "نيمتز" في طريقها إلى الخليج، إسرائيل تقصف العمق الإيراني، وطهران تردّ بوابل من الصواريخ.

لكن خلف الدخان المتصاعد من سماء طهران، يتحوّل لبنان تدريجيًا إلى الهدف التالي.

ما بعد طهران: لماذا يُنظر إلى بيروت؟

التحليل الاستخباراتي في تل أبيب واضح: ما لا تستطيع إسرائيل إنهاءه في إيران، ستحاول إنهاؤه في لبنان.

حزب الله يمثل – لدى عقل إسرائيل – امتدادًا مباشرًا للحرس الثوري الإيراني، ويمثل التهديد الأكثر فورية.

وأصبحت العقيدة الأمنية الجديدة في إسرائيل واضحة:

» الضربة الوقائية أفضل من الانتظار. النيات لا تنتظر الأفعال.

خمس نقاط فاصلة لتفجير حرب على لبنان

عقيدة “عدم المخاطرة”: إسرائيل لا تنتظر صواريخ حزب الله لتردّ؛ يكفي أن يكون مستعدًا.

الحزب يُعتبر إيران في الميدان: ربط مصيره بما يحدث لطهران.

الرد السياسي بعد الحرب: إذا انتصرت إيران، سيحاول الحلفاء استعادة المبادرة في لبنان.

استثمار الانتصار العسكري: نجاح إسرائيل سينتقل إلى الساحة اللبنانية لتحقيق مكاسب سياسية.

استهداف البيئة الداخلية للحزب: ضرب الداخل اللبناني لخلق ضغط سياسي داخلي.

هل الردّ مسألة وقت؟

الإجابة: لا أحد يقول كلمة السر علنًا. حزب الله يتحرك بصمت، واليوم أكثر صمتًا من أي وقت مضى—ربما استعدادًا للخطوة القادمة، ولكن الوقت فقط سيكشف.

من طهران إلى تل أبيب، ومن واشنطن إلى بيروت، تُقرأ خريطة المواجهة كأنها مقدمة لحرب كبرى.

ترامب يقرّع طبول الحرب، إسرائيل تستعد بهدوء، وحزب الله يرقب في الظل.

فهل تتحوّل بيروت إلى الخط الأمامي؟ وهل تصبح لبنان ساحة الرسالة الأخيرة؟

الجواب... في الصاروخ القادم، لا في البيان التالي.