إعلام حزب الله يُوجّه إنذارًا مبطنًا: إمّا السلاح، أو الخراب

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

إعلام حزب الله يُوجّه إنذارًا مبطنًا: إمّا السلاح، أو الخراب

في بلدٍ لم يعد يحتمل أي تهديد إضافي، خرج أحد أقلام إعلام حزب الله ليكتب مقالاً تحت عنوان "غضبة شيعية"، لكن المضمون لم يكن غضبًا... بل تهديدًا واضحًا: إذا تجرأتم على مناقشة سلاحنا، فانتظروا الانفجار.

 

هكذا ببساطة، يُصاغ الإنذار: نزع السلاح؟ مستحيل.

المطالبة بالحوار؟ استفزاز.

أي نقاش وطني حول السلم والسيادة؟ يُفسَّر كعدوان على الطائفة.

 

هل هذا خطاب سياسي؟ أم بيان أمني بقلم صحافي؟

 

 

المقال الذي كشف المستور

 

في مقالته، يختصر الكاتب الشيعة جميعًا بالحزب، ويختصر الحزب بالسلاح، ويختصر الوطن بقرار الحزب.

ثم يُصوّر أي محاولة للمس بالسلاح كأنها مؤامرة تستهدف الطائفة الشيعية، لتبرير أن "الرد الطائفي" مشروع، بل محتوم.

 

يقول الكاتب بصراحة:

 

 "لو تخلّى الحزب عن سلاحه، فإنّ إسرائيل ستجتاح لبنان..."

وهنا السؤال:

من منح هذا الحزب حق حماية لبنان بمفرده؟

ومن قال إن السلاح فوق الدولة؟

ومن أوهم الناس أن الطائفة الشيعية مرادفة لسلاح الحزب؟

 

الطائفة ليست سلاحًا... والمقاومة لا تُهدد

 

الخطير في الخطاب الإعلامي الأخير أنه لا يدافع فقط عن وجهة نظر سياسية، بل يرفع تهديدًا صريحًا باسم طائفة كاملة. كأن الشيعة ليسوا جزءًا من النسيج اللبناني، بل كيان مستقل إذا شعر بالاستفزاز... يشتعل.

 

لكن الحقيقة أوضح من كل خطاب:

 

الشيعة في لبنان ليسوا حزب الله.

 

والمقاومة لا تبرّر التسلّط على الداخل.

 

والدولة ليست مشروعًا نختبره كلما رضي الحزب، بل حقٌ للشعب اللبناني كله.

 

 

تحذيرنا الصريح: السلاح الذي لا يُناقش هو خطر على الوطن

 

إذا كان إعلام حزب الله يعتبر أن أي نقاش حول السلاح هو إعلان حرب، فماذا أبقى للعدو الحقيقي؟

وإذا كان الخطاب السياسي يُدار بهذه اللغة، فهل نعيش في وطن... أم في "نظام ردع داخلي" حيث الكلمة الأخيرة دائمًا للرصاص؟

 

إعلام الحزب لا يُعلّق... بل يُهدد.

لا يحاور... بل يوجّه رسائل أمنية بلغة "تحليل سياسي".

ولا يكتفي بالدفاع عن موقفه، بل يتوعد كل مَن يجرؤ على قول: نريد دولة لا ميليشيا.

 

 

الخاتمة: من يحب المقاومة... يحمي الدولة

 

نقولها بصوت واضح:

لن نسكت بعد اليوم عن التهديدات.

لا باسم الطائفة، ولا باسم السلاح، ولا باسم المقاومة.

 

من يحب لبنان، لا يهدده.

ومن يؤمن بالحق، لا يحتاج لإعلام يزرع الرعب.

ومن يحترم الطائفة، لا يجعلها غلافًا للرصاص.

 

نحن أبناء دولة، ولسنا رعايا في جمهورية السلاح.

والتاريخ لن يُعيد نفسه، لأن هذا الجيل قرر أن لا يركع.