«زلزال طرابلس 2026»: تحالف الشريف – ريفي – القوات... انقلاب انتخابي يرسم خريطة جديدة في الشمال
خاص مراسل نيوز
في تطوّرٍ سياسي غير مسبوق، علم موقع «مراسل نيوز» من مصادر سياسية رفيعة أن تفهّماً تقوده المملكة العربية السعودية يجري بهدوء خلف الكواليس لتشكيل لائحة انتخابية موحّدة في مدينة طرابلس، تضمّ كلاً من خلدون الشريف، اللواء أشرف ريفي، والقوات اللبنانية.
الخبر، الذي تسرّب من دوائر متابعة بدقّة، لم يعد مجرّد إشاعة انتخابية، بل مؤشر على تحوّل استراتيجي عميق يعيد رسم الخريطة السياسية في الشمال اللبناني ويُخرج طرابلس من عباءة الانقسام إلى مشروع سيادي متكامل، تدعمه رؤية إقليمية واضحة ورهان على التغيير.
طرابلس التي كانت تُعرف طويلاً بأنها ساحة «صراع نفوذ» بين القوى التقليدية، تقف اليوم أمام فرصة نادرة لإعادة إنتاج زعامتها السياسية.
فبعد سنوات من الإحباط الشعبي والتراجع الاقتصادي والانفصال بين الناس والنواب، يبدو أنّ المزاج الطرابلسي تغيّر، وأصبح يبحث عن تحالفٍ يُشبه المدينة: قوي، متنوع، سيادي، ومدني في آنٍ معًا.
التحالف الثلاثي المقترح يأتي في لحظة مثالية، حيث انكفاء الحريرية السياسية من جهة، وعجز القوى التغييرية عن تقديم بديل موحّد من جهة أخرى. هذا الفراغ هو ما جعل السعودية – وفق المصادر – تطرح فكرة «التفاهم الوازن» الذي يجمع بين الواقعية والرمزية
الدكتور خلدون الشريف، الذي بنى صورته على أساس الاعتدال والنهج المؤسساتي، يُعدّ أحد الوجوه الأكثر قبولاً في الشارع الطرابلسي.
لطالما دعا إلى مشروع اقتصادي وإنمائي يعيد للمدينة مكانتها، وهو اليوم حلقة الوصل بين الطابع المدني الذي يريده الشباب والطابع السياسي الذي يتطلّبه الواقع الانتخابي.
مصادر مقرّبة منه تؤكد أنّه منفتح على أي صيغة «تخدم طرابلس وتضمن وحدة القرار»، شرط أن تكون بعيدة عن الاصطفافات الشخصية.
اللواء أشرف ريفي... الأمني الذي لم يغادر الميدان
أما اللواء أشرف ريفي، فهو الرقم الصعب في المعادلة السنية الشمالية.
منذ خروجه من وزارة العدل، حافظ على خطاب سيادي واضح وصريح، لم يُجامل ولم يُساوم، وبقي على تماس مع الشارع الطرابلسي.
وجوده في اللائحة يعطيها بعدًا شعبيًا وأمنيًا قويًا، خصوصًا في مواجهة النفوذ الإيراني في لبنان، وهو ما ينسجم مع التوجّه السعودي الداعم لقوى الاعتدال والسيادة.
القوات اللبنانية، التي رسّخت حضورها في الشمال في الانتخابات الأخيرة، تنظر إلى طرابلس بوصفها بوابة التوازن الوطني، لا مجرد دائرة انتخابية.
انضمامها إلى هذا التفاهم يعني أنّ اللائحة ستتخطّى الانقسامات الطائفية التقليدية، لتتحول إلى مشروع سياسي عابر للطوائف، وهو ما تريده المملكة والعديد من القوى الدولية الباحثة عن نموذجٍ لبنانيّ جديد يوازي بين الهوية والانفتاح.
التحالف الثلاثي لا يقوم فقط على المصالح الانتخابية، بل على مشروع مشترك يهدف إلى:
إعادة إحياء الدولة في الشمال من خلال تمثيل واقعي لا شعاراتي.
تحييد طرابلس عن الصراعات الإقليمية.
تأسيس نموذج سياسي مدني – سيادي يمكن أن يمتد إلى دوائر أخرى في لبنان.
وفي حال نجح هذا التفاهم، فإنّه سيُحدث زلزالًا انتخابيًا لن تقتصر ارتداداته على طرابلس، بل ستمتد إلى كلّ لبنان، وربما إلى الرأي العام العربي الذي يتابع بترقّب أي مؤشرات لعودة التوازن السياسي في البلد.
في الكواليس، بدأت القوى السياسية التقليدية تستشعر الخطر من هذا المشروع الجديد.
مصادر شمالية قالت لـ«مراسل نيوز»:
> «ما يُحضَّر في طرابلس ليس مجرّد لائحة انتخابية، بل مشروع لإعادة هيكلة التمثيل السني والمسيحي بطريقة متوازنة ومدعومة من الخارج والداخل».
في المقابل، بدأت قوى التغيير والمجتمع المدني تحاول جسّ النبض، بين من يرى أن هذا التحالف قد يفتح بابًا جديدًا للتمثيل الفعّال، وبين من يخشى من عودة “التحالفات التقليدية” بثوبٍ جديد.
اللافت أنّ التحالف المرتقب يأتي في ظلّ عودة الاهتمام العربي بلبنان بعد مرحلة من الجمود السياسي.
السعودية، التي تسعى لتثبيت محور اعتدال عربي يمتد من الخليج إلى المتوسط، ترى في الشمال اللبناني واجهة رمزية للانفتاح ومركز ثقلٍ يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، سياسيًا واقتصاديًا وحتى أمنيًا.
إذاً، الحديث عن اللائحة ليس مجرّد تكتيك انتخابي... بل إشارة سياسية مبكّرة إلى ما يُمكن أن تكون عليه التحالفات اللبنانية المقبلة تحت مظلّة عربية جامعة
في بلدٍ اعتاد أن يتبدّل فيه الحلفاء كل موسم، يبدو أنّ تحالف الشريف – ريفي – القوات قد يكتب فصلاً جديداً في الحياة السياسية اللبنانية.
فإن تحوّل التفاهم إلى اتفاق رسمي، سنكون أمام لائحة من الوزن الثقيل قادرة على إعادة التوازن إلى البرلمان، وكسر نمط المحاور الذي شلّ البلاد.
طرابلس، المدينة التي كانت تُختزل في الفقر والتهميش، قد تتحول عام 2026 إلى منصة التغيير الحقيقي.
ومن يدري؟ ربما يبدأ من الشمال ما سيعيد رسم وجه لبنان كلّه.