سبت كمين أو نصرٌ مبين؟؟
خاص مراسل نيوز
يصادف يوم السبت المقبل ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ تاريخ لقاء مفترض للمعارضة في معراب بدعوةٍ من القوّات اللبنانيّة بدأ بترويجها إعلامياً النائب نزيه متّى حتى قبل إستكمال الدعوات لباقي الأفرقاء و كأن اللقاء حاصل بوجود الجميع لا محال. هذا في الشكل، أمّا في المضمون فقد رأينا إمتعاض بعض أفرقاء المعارضة الرافضين لفكرة اللقاء في معراب و أوّلهم الدكتور مصطفى علّوش الذي أعلن أن معراب ليس المكان الجامع لقوى ١٤ آذار و لطالما إعتُبر علّوش صقر من صقور المعارضة وهو قيادي سابق و بارز في تيّار المستقبل الشعبي الذي كان ركناً مركزياً و أساسياً لثورة الأرز و معارضة كانت حياتها أسرع من حلم طفل لم يرقى حتى كي يحفظه طويلاً في ذاكرته و لا يرقى حتى لدرجة وعي لوضعه في إطار هدف أملاً بالتحقيق. فبعد أن كان هذا التيّار يحصد غالبية الحصّة النيابية لقوى الرابع عشر من آذار، وضع نفسه أيضاً النقطة المرجع فاللقاءات الأساسية و المصيرية كانت تحصل في غالبية الأوقات هناك أكثر مما كانت تحصل في مركز الأمانة العامة و هذا ما غمز إليه جعجع في أكثر من مرّة محاولاً فرض معراب كموقع جغرافي و سياسي مرجعي أساسي في المعارضة مرتكزاً على واقع رقمي نيابي هو تكتل من ١٩ نائب (أتوا بقانون تم تسميته "قانون جورج عدوان" أعطى الممانعة ٢٧ من أصل ٢٧ نائب شيعي) على أساس نظرية "الميزان الطابش" دوماً لـ١٩ من ٣١ نائب يوقّعون عرائض للخارج و يرفعون مشكورين لواء و إسم لبنان الحرّ في المحافل الدوليّة غافلاً عنه أن طبشة الميزان النيابيّة لا تنعكس في الشارع فالشعب الذي إنتخب نوّاب التغيير أكثر من الشعب الذي إنتخب نوّابه و الإيجابيّة الذي لا يستطيع أحد غفلها أن التنوّع الذي حصل عليه هؤلاء يشبه لبنان حقيقةً و فعلاً و لا يشبه لبنان الفدرالي الذي ينادون به في الصفوف الخلفية و لا لبنان الدولتين كما صرحوا عبر مسؤولهم الإعلامي أو لبنان "ما بيشبهونا" المحصور من كفرشيما للمدفون و هذا واقع ترجمه الجانب السنّي في إنتخابات نقابة المهندسين يوم ١٤ نيسان ٢٠٢٤ حيث لم يتمكّن الفريق المدعوم من القوات من الحصول على أكثر من ٩٠٠ صوت سني من أصل ٧٥٠٠ فالتصويت السني كان خجول و لم يتعدّى ١٥٠٠ صوت بالإجمال حيث أنهم لم يشعروا أن هذه المعركة تعنيهم و لا يبعد السبب أبداً عن النفور من تلك التصريحات التي قد لا تكون أفسدت الود بين الشارع السني و معراب و لكن بالتأكيد برّدت العلاقة إضافةً إلى واقع التحالف القواتي مع المردة في اليوم نفسه في إنتخابات نفابة مهندسين الشمال فموافقة وزير الداخلية سنة ٢٠٠٥ فرنجية على رفع مخلفات إنفجار العصر يوم ١٤ شباط من السنة نفسها أتت قبل أن ينشف دم رفيق الحريري عن أرض بيروت...
و في عودة إلى ما ورد في شكل الدعوة فقد دعت القوات بشكل شخصي كل من النواب السابقين السادة؛ أحمد فتفت، أنطوان إندراوس، فارس سعَيد ومصطفى علّوش بشكل شخصي دون الأخذ بالإعتبار أنهم نواة و قادة في "لقاء سيّدة الجبل" و "المجلس الوطني اللبناني لرفع الإحتلال الإيراني" حيث لم تُوَجَّه الدعوة لهم إلّا بشكل شخصي و بإستثناء كلّ الشخصيات الوطنيّة النخبوية المتنوّعة للمجموعتَين و كأن الدعوة أخذت طابع إنتقامي من طاولة حوار المجتمع المدني التي بدورها و بتنوعها تشكل واجهة وطنية معارضة و تُطلِق بنفس الوقت من عاليه "المبادرة الوطنية لإستعادة الدولة" بحضور النواب السادة أشرف ريفي و أديب عبد المسيح. و إستطراداً هذه الدعوة إلى معراب أتت على شكل لقاء لبحث القرار ١٧٠١ و كيفية تطبيقه إلّا أن نائب الكورة القواتي فادي كرم ظهر على الإعلام ليقول أن هدف اللقاء "إنشاء جبهة سياديّة لمواجهة حزب الله" و كأن في ذلك "كمين" لمن وافق على منافشة قرار دُوَلي فوَجَدَ نفسه مخجولاً مضطراً لتغطية جبهة موجودة بالأصل من سنواتٍ قلائل القوات عمادها بالإضافة إلى بعض الشخصيات الطموحة سياسياً و لكن تأثير هذه الجبهة التي تضم ١٩ نائب نتيجة ما يفوق ١٥٠،٠٠٠ صَوت ومن لفّ لفيفهم إقتصر على بعض المؤتمرات الصحافية بين الحين و الآخر و بيانات في الواقع وطنية لم يتم ترجمتها بتاتاً على أرض الواقع حيث أنها بقيت بيانات و لم تصبح يوماً قوانين و إقتراحات و ربما تسويات أحياناً فهناك من يشكك كما ذكرت الأنباء مقايضة الرئاسة مقابل التهدئة الجنوب .
فهل حنكة الدعوة التي تضمّنت كمين ستُطوى على نصر مُبين أو على صورة تجمع البعض بين الحين و الحين؟؟؟؟
ر. ن.