بسبب إغلاق معبر رفح.. الصحة تحذر من فساد أغذية متجهة إلى غزة
أدى إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح من الجانب الفلسطيني للأسبوع الثالث على التوالي، إلى فساد بعض الإمدادات الغذائية تحت أشعة الشمس في مصر بانتظار الدخول إلى غزة في الوقت الذي تتفاقم فيه حدة الجوع بالقطاع.
وكان لمعبر رفح دور رئيسي في إدخال الإغاثة الإنسانية وبعض الإمدادات التجارية قبل أن تكثف إسرائيل هجومها العسكري على الجانب الفلسطيني من المعبر في 6 مايو/أيار وتسيطر عليه.
وشدد مسؤولون ومصادر مصرية على أن النشاط العسكري يعرض العمليات الإنسانية للخطر، وأن على إسرائيل إعادة المعبر إلى الفلسطينيين قبل بدء تشغيله مجدداً.
وأمس الجمعة، أعلنت الرئاسة المصرية أن القاهرة وواشنطن اتفقتا على إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، لحين إجراء ترتيبات قانونية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وقال السائق محمود حسين إن البضائع محملة على شاحنته منذ شهر وبدأت تفسد تدريجياً تحت أشعة الشمس، فجرى التخلص من بعض المواد الغذائية وبيع بعضها بسعر زهيد.
وتابع وهو يجلس محتمياً بظل الشاحنة أن العطب طال كميات من “التفاح والموز والدواجن والجبنة، لذلك تباع بعض هذه المواد بربع ثمنها قبل انتهاء صلاحيتها، كما جرى التخلص من كميات فسدت تماماً”.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن تدفق المساعدات يتباطأ في أحيان كثيرة بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية والنشاط العسكري داخل غزة، وإن الكميات التي تصل إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أقل بكثير من احتياجاتهم.
فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في مناطق من غزة.
طحين يُفرغ وبيض فاسد
منذ 7 مايو/أيار، لم تمر أي شاحنات من معبر رفح، ولم يعبر سوى عدد قليل جداً من الشاحنات من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الوقت لم يدخل سوى ما يزيد بقليل على 900 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة مقارنة مع 500 شاحنة يومياً على الأقل تقول الأمم المتحدة إنها مطلوبة.
وقال خالد زايد، رئيس جمعية الهلال الأحمر المصري في سيناء إن حجم المساعدات التي تنتظر العبور في شمال سيناء في مصر أصبح الآن كبيراً جداً، وبعضها ينتظر منذ أكثر من شهرين.
وقال عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو مؤسسة خيرية تمولها السعودية، إن للمركز أكثر من 350 شاحنة محملة بمواد من بينها الغذاء والإمدادات الطبية تنتظر المرور عبر رفح، لكنها اضطرت إلى تفريغ الطحين (الدقيق) مخافة تعفنه.
وتابع بأنهم يشحنون المساعدات ويرسلونها ويتعين عليهم المتابعة واصفاً هذا بأنه عبء كبير.
وقال مسؤولون محليون من وزارة التموين المصرية إن بعض المواد الغذائية تباع بأسعار منخفضة في السوق المحلية بشمال سيناء، مما أدى إلى مصادرة كميات من البيض الفاسد.
وفي داخل غزة، ثارت مخاوف أيضاً من جودة الأغذية التي سُلمت بعد فترات انتظار ومرت قبل إغلاق معبر رفح أو عبر المعابر الأخرى.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن مسؤولي الصحة والشرطة الفلسطينية الذين اعتادوا فحص البضائع القادمة إلى غزة لم يتمكنوا من ذلك في أثناء الهجوم الإسرائيلي.
وأضاف: “توجد مشكلة كبيرة أن عديداً من البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة غير صالحة للاستخدام الآدمي وهي غير صحية، لذلك أصدرت وزارة الصحة هذا التحذير بهدف توعية المواطنين لضرورة فحص البضائع أو المواد قبل أكلها وتوزيعها على أفراد العائلة