هل يكلّم بايدن الأموات؟
عندما اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع قادة الكونغرس في الجناح الغربي في كانون الثاني (يناير) للتفاوض على صفقة تمويل أوكرانيا، تحدث بصوت خافت في بعض الأحيان لدرجة أن بعض المشاركين بذلوا مجهوداً من أجل سماعه، حسبما أفاد خمسة أشخاص مطلعين على الاجتماع. قرأ من الملاحظات وتوقف لفترات طويلة وأحيانا أغمض عينيه لفترة ليست بالقليلة لدرجة أن البعض في الغرفة تساءل عما إذا كان قد فقد وعيه، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
في محادثة فردية بالمكتب البيضاوي في شباط (فبراير) مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، قال الرئيس إن التغيير الأخير في سياسة إدارته الذي يهدد بعض مشاريع الطاقة الكبيرة كان مجرد دراسة، وفقاً لستة أشخاص. انتاب جونسون القلق من أن تكون ذاكرة الرئيس قد تراجعت عن تفاصيل سياسته الخاصة.
في العام الفائت، عندما كان بايدن يتفاوض مع الجمهوريين في مجلس النواب لرفع سقف الديون، بدا أن سلوكه وإلمامه بالتفاصيل يختلفان من يوم لآخر، حسبما قال رئيس مجلس النواب آنذاك كيفن مكارثي واثنين آخرين مطلعين على المحادثات. في بعض الأيام، كان يتبادل الحديث مع الجمهوريين بشكل عفوي وفي أيام أخرى كان يتمتم ويبدو أنه يعتمد على الملاحظات.
قال مكارثي في مقابلة: "كنت ألتقي به عندما كان نائبا للرئيس"، مضيفاً: "لم يعد الشخص نفسه".
بايدن البالغ من العمر 81 عاماً هو أكبر شخص يتولى الرئاسة. وقد أصبح سنه ولياقته الإدراكية من القضايا الرئيسية في حملته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية، سواء في أذهان الناخبين أو في الهجمات التي يشنها الجمهوريون عليه.
في 20 أيار (مايو) خلال فعالية شهر التراث الأميركي اليهودي، قال بايدن إن أحد الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة كان ضيفاً في فعالية البيت الأبيض، قبل أن يصحح نفسه. وقبلها بيوم، أشار إلى أنه كان نائبا للرئيس خلال جائحة "كوفيد-19" التي بدأت بعد ثلاث سنوات من مغادرته هذا المنصب.
في كانون الثاني، خلط بين اثنين من وزراء حكومته من أصل إسباني، وهما أليخاندرو مايوركاس وكزافييه بيسيرا.
وخلال حملة لجمع التبرعات في شباط في نيويورك، روى أنه تحدث إلى المستشار الألماني هلموت كول - الذي توفي في عام 2017 - في اجتماع مجموعة السبع لعام 2021. وفي الشهر نفسه، قال إنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران الذي توفي عام 1996 خلال القمة نفسها.
ورفض مسؤولو البيت الأبيض العديد من الروايات التي أدلى بها أولئك الذين التقوا بالرئيس أو تم اطلاعهم على تلك الاجتماعات، ووصفوها بأنها "مدفوعة بالسياسة الحزبية".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس: "أوضح الجمهوريون في الكونغرس والقادة الأجانب وخبراء الأمن القومي غير الحزبيين بكلماتهم الخاصة أن الرئيس بايدن قائد محنك وفعال ولديه سجل حافل بالإنجازات التشريعية... والآن، في عام 2024، يدلي الجمهوريون في مجلس النواب بادعاءات كاذبة كتكتيك سياسي يتناقض بشكل قاطع مع التصريحات السابقة التي أدلوا بها هم وزملاؤهم".
ويستند تقرير "وول ستريت جورنال" إلى مقابلات مع أكثر من 45 شخصا على مدار عدة أشهر. كانت المقابلات مع جمهوريين وديموقراطيين إما شاركوا في الاجتماعات مع بايدن أو تم اطلاعهم عليها في وقتها، بما في ذلك مسؤولون في الإدارة وديمقراطيون آخرون لم يجدوا أي خطأ في تعامل الرئيس مع الاجتماعات. كان معظم الذين وصفوا أداء بايدن بالضعيف من الجمهوريين، لكن بعض الديموقراطيين قالوا إنه أظهر كبر سنه في العديد من المداخلات".
وفي استطلاع للرأي أجرته الصحيفة في مارس (آذار) على الناخبين في سبع ولايات، قال 28% فقط إن بايدن هو الأنسب جسديا وعقليا للرئاسة، بينما اختار 48% منهم ترامب