الولايات المتحدة تسعى لحظر الهواتف في المدارس... هل تنجح؟

الولايات المتحدة تسعى لحظر الهواتف في المدارس... هل تنجح؟

تدرس المزيد من الولايات والمدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة كيفية إدارة اعتماد الأطفال المتزايد على أجهزتهم. وتُعدّ منطقة مدارس لوس أنجلوس، هي الأحدث التي تحظّر استخدام الهواتف الذكية في المدارس الأميركية.

 

 

وتدرس نيويورك وكاليفورنيا، وهما من أكثر الولايات الأميركية اكتظاظاً بالسكان، سياسات جديدة على مستوى الولاية بشأن هذه القضية.

 

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، دعا حاكم ولاية كاليفورنيا إلى فرض حظر على الهواتف الذكية في الفصول الدراسية، وقال إنه سيعمل مع المشرّعين بشأن هذه السياسة. وفي نيويورك، دعت الحاكمة كاثي هوكول إلى قانون مماثل.

 

وفي ربيع هذا العام، وقّع حاكم ولاية إنديانا على قانون حظر الفصول الدراسية، والذي من المقرّر أن يبدأ في الخريف.

 

وتمثل هذه الجهود أحدث فصل في نقاش طويل حول مراقبة استخدام الهواتف الذكية في المدارس، وتأتي وسط موجة من القلق بشأن الصحة العقلية للشباب في أعقاب الوباء.

 

وبالفعل حظّرت نحو 76 في المئة من المدارس استخدام الهواتف غير الأكاديمي في العام الدراسي 2021-2022، بحسب وزارة التعليم الأميركية.

 

كيف غيّرت الهواتف المحمولة أدمغتنا؟

أعطت المدارس إرشادات جديدة بشأن وقف استخدام الهاتف. ومع ذلك، تسعى الموجة الأخيرة من القوانين إلى المضي قدمًا في هذا الأمر.

وأكّدت رافائيلا هودجز، وهي معلّمة للصف السادس في إحدى مدارس لوس أنجلوس، أنها لاحظت تغيّراً مثيراً للقلق في كيفية تواصل الأطفال اجتماعياً.

وقالت لـ"بي بي سي": "عندما يشعرون بعدم الارتياح فإنهم يلتقطون الهاتف".

وهي أيضاً قضية تحظى بإجماع نادر بين الحزبين، حيث يتبع المشرّعون في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون والديمقراطيون على حدّ سواء، سياسات مماثلة.

 

وفي هذا السياق، نفّذت فلوريدا قانونًا للولاية العام الماضي يلزم المناطق التعليمية بمنع الهواتف في الفصول الدراسية ومنع الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الـ"Wi-Fi" المدرسية.

ويتطلّب القانون أيضًا من المدارس "توفير تعليمات حول التأثيرات الاجتماعية والعاطفية والجسدية لوسائل التواصل الاجتماعي".

نقاش دائم

لقد كان القلق محيطاً بوجود الهواتف في المدارس منذ ظهور هذه الأجهزة تقريبًا، مع القليل من الإجماع والكثير من الجدل.

 

وقد شهدت الولايات المتحدة محاولات عدة لحظر أجهزة الاتصالات من الفصول الدراسية منذ الثمانينات، وفقاً للـ"بي بي سي".

وخشي النقاد الأوائل من احتمال قيام الهواتف بتشتيت انتباه الطلاب وارتباطهم بتجارة المخدرات. وتمّ إشعال الجدل من جديد عندما رأت المدارس أن الهواتف وسيلة إلهاء متزايدة، وتساعد في التنمّر عبر الإنترنت، ووسيلة محتملة للطلاب للغش في الواجبات الدراسية.

 

بدأت مدينة نيويورك، التي تضمّ أكثر من مليون طالب، في فرض حظر صارم، لكنها عكست المسار في عام 2015 للسماح للمدارس بوضع السياسات المناسبة.

 

استخدام وسائل التواصل والصحة العقلية للطلاب

تأتي الموجة الحالية من السياسات في الوقت الذي يعرب فيه الخبراء عن قلقهم بشأن الصحة العقلية للطلاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعا أحد كبار مسؤولي الصحة في الولايات المتحدة إلى وضع ملصقات تحذيرية مشابهة لتلك الموجودة على علب السجائر على منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

واعتبر بعض الخبراء، أن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من خطر تعرّض الأطفال لأعراض القلق والاكتئاب، على الرغم من أن الأبحاث حول هذا الموضوع كانت مختلطة.

 

يُذكر أنه في عام 2019، وجدت دراسة نُشرت واستشهدت بها مكاتب الصحة الفيدرالية بشكل متكرّر، أن المراهقين الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي يواجهون خطرًا مضاعفًا لمشاكل الصحة العقلية.