"من يسرق لبنان مجددًا؟ حكومة الصفقات تُجهز على ما تبقى من الوطن!"
بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم
يا شعب لبنان العظيم، وطننا ينزف والسلطة تساوم. خلف الأبواب المغلقة، وفي أروقة عين التينة وغيرها، تُطبخ حكومة جديدة بنكهة المحاصصة المسمومة. حكومة ليست إلا نسخة مشوّهة من سابقاتها، تعكس إصرار السلطة على سرقة مستقبل هذا الوطن.
ما يجري اليوم ليس "مشاورات إيجابية" كما يُروّج، بل عملية بيع وشراء للوطن بأرخص الأسعار. توزيع الوزارات وفق الطوائف والمصالح، دون أي اعتبار للكفاءة أو الإصلاح، هو استكمال لمنهج الخيانة الوطنية.
وزارة المال للشيعة، وزارة الداخلية للسنة، والدفاع لرئيس الجمهورية… هل نحن بصدد تشكيل دولة أم تقاسم غنائم؟
الطاقة بيد أصحاب المصالح، والصحة لغير الحزبيين المزعومين، لكن الحقيقة أن كل وزارة أصبحت حقيبة نفوذ، وليس وسيلة لخدمة الشعب.
رسالة إلى الرئيس المكلف نواف سلام
دولة الرئيس نواف سلام، أمامك فرصة تاريخية لتكون الرجل الذي يكسر هذه الحلقة المفرغة. الشعب اللبناني ينتظر منك حكومة كفاءات حقيقية، لا حكومة محاصصة جديدة تُعيد إنتاج أزماتنا.
أين مواقفك من القوى التي تُحاصر تشكيل الحكومة؟
لماذا تسمح بتكرار الأخطاء التي أوصلتنا إلى هذا الانهيار؟
إن الشعب لن يقبل بحكومة صفقات جديدة تُفرمل الإصلاح وتحمي الفساد. نحن نطالبك بموقف جريء وواضح.
إلى فخامة الرئيس جوزيف عون
يا فخامة الرئيس، بصفتك القائد الأعلى للمؤسسة العسكرية، أنت حارس الوطن. اليوم الشعب ينظر إليك كرمز للوطنية والكرامة. لا تسمح بإنتاج حكومة تخدم مصالح الطوائف على حساب المصلحة العامة.
لقد سئمنا من حكومات المحاصصة التي تقتل أحلام شبابنا، وتُهدر أموالنا، وتُعمّق أزماتنا. إن الحكومة التي تُطبخ اليوم ليست إلا طعنة جديدة في ظهر كل مواطن لبناني.
إلى كل مسؤول يشارك في هذه المسرحية الهزلية: لن يفلت أحد من حساب الشعب.
لن نقبل أن نكون شهوداً على انهيار جديد لوطننا بسبب حكومات الصفقات.
الشعب اللبناني يستحق حكومة تُعالج أزماته، لا حكومة تعيد تدوير الأزمة نفسها. إذا كنتم عاجزين عن تقديم الأفضل، فدعوا الطريق لمن يستطيع.
لبنان لن يُباع من جديد. الشعب سينتصر، والتاريخ لن يرحم المتخاذلين!