لبنان بين الانفراج والانفجار: هل تسقط الحكومة قبل أن تولد؟
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
يعيش لبنان لحظة سياسية حرجة، حيث لم تكتمل بعد ملامح الحكومة الجديدة وسط تجاذبات داخلية وضغوط خارجية متزايدة. فبين محاولات رئيس الحكومة المكلف لتشكيل فريق متجانس، وحذر رئيس الجمهورية من أي خطوة قد تضر بالعهد في بداياته، يبقى المشهد ضبابيًا. السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه: هل نحن أمام فرصة أخيرة لإنقاذ البلاد، أم أن التعقيدات السياسية ستؤدي إلى انفجار المشهد برمّته؟
تشير المعطيات إلى أن رئيس الحكومة المكلف لا يزال متمسكًا بموقفه الرافض للضغوط والابتزاز السياسي، إذ يسعى لتشكيل حكومة تحظى بدعم واسع، متجنبًا أي تنازلات قد تهدد الزخم العربي والدولي المتجدد تجاه لبنان. في المقابل، يجد رئيس الجمهورية نفسه أمام معادلة دقيقة: إما القبول بحكومة لا تعكس طموحات العهد، أو التمسك بموقف صارم قد يؤدي إلى مزيد من التعطيل.
وبين هذين الخيارين، تبقى البلاد عالقة في دوامة من المراوحة السياسية، حيث تتزايد المخاوف من أن يؤدي التأخير في التشكيل إلى وضع الجميع أمام خيار وحيد: حكومة تصريف أعمال تفتقد الصلاحيات اللازمة لمواجهة الأزمات المتفاقمة، ما قد يفاقم حالة الشلل المؤسساتي.
الأيام المقبلة ستكون مفصلية، فإما ولادة حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها، وإما استمرار المراوحة التي قد تجرّ البلاد نحو المجهول. الوقت ينفد، واللبنانيون يترقبون: هل ستنجح القوى السياسية في إنضاج الطبخة الحكومية قبل فوات الأوان، أم أن لبنان مقبل على أزمة جديدة قد تعصف بما تبقى من استقراره؟