نداء وطني لإنقاذ لبنان: حان وقت توحيد القوى السيادية واستعادة الدولة
بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم
أيها القادة المدافعون عن سيادة لبنان، في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ وطننا، يواجه لبنان تحديات تهدد كيانه ودوره كدولة حرة ومستقلة. إن الدستور واتفاق الطائف، اللذين شكّلا الإطار الضامن للوحدة الوطنية والعيش المشترك، يتعرضان اليوم لمحاولات تعطيل وإقصاء، ما يعيدنا إلى أجواء تهدد مستقبل الدولة.
إن اتفاق الطائف لم يكن مجرد وثيقة سياسية عابرة، بل هو خارطة طريق لبناء دولة القانون والمؤسسات. ومع ذلك، فإن بقاء السلاح خارج إطار الدولة واستمرار الهيمنة على القرار الوطني يفرغان هذا الاتفاق من مضمونه، ويقوضان حلم اللبنانيين بوطن سيد ومستقل.
أيها المدافعون عن سيادة لبنان، إن الشعب اللبناني الذي يرزح تحت أثقال الأزمات ينتظر منكم خطوة جريئة لتوحيد الجهود والاصطفاف خلف مشروع وطني جامع. إن مسؤوليتكم اليوم تتجاوز المصالح السياسية أو الطائفية؛ إنها مسؤولية تاريخية لإنقاذ وطن بأسره.
توحيد القوى السيادية:
تأسيس جبهة وطنية عريضة تتبنى مشروعاً واضحاً لاستعادة الدولة وبناء المؤسسات.
التأكيد على تنفيذ اتفاق الطائف كاملاً:
الضغط من أجل تطبيق جميع بنوده، خاصة تلك المتعلقة بنزع السلاح غير الشرعي وإعادة الاعتبار إلى سلطة الدولة.
التحرك على كل المستويات:
داخلياً، من خلال تحريك الرأي العام لحشد الدعم الشعبي، وخارجياً، عبر مخاطبة المجتمع الدولي لحماية سيادة لبنان وتنفيذ القرارات الأممية.
إعادة الثقة للشعب اللبناني:
تقديم رؤية موحدة لمستقبل لبنان تكون بديلاً عن الانقسامات والمشاريع الهدامة التي أوصلت البلاد إلى هذا الواقع.
رسالة إلى كل القوى الوطنية:
لبنان اليوم يمر بمنعطف تاريخي. إن مسؤوليتكم هي توحيد الجهود وتقديم نموذج مختلف يعيد الأمل للبنانيين ويؤسس لدولة تسود فيها العدالة والقانون. الخيارات واضحة: إما أن نكون أمام دولة سيدها القانون، أو نترك لبنان رهينة السلاح والفوضى.
لبنان الحر ينتظر أفعالكم، وليس أقوالكم. اجعلوا من هذه اللحظة فرصة للتغيير والإنقاذ، وكونوا عند مستوى تطلعات شعبكم.
لبنان يستحق الأفضل.