روبيو في بنما للدفاع عن المصالح الأميركية ومناقشة مطالب ترامب

روبيو في بنما للدفاع عن المصالح الأميركية ومناقشة مطالب ترامب

وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السبت إلى بنما حيث يعتزم الدفاع عن المصالح الأميركية ومناقشة مطالب الرئيس دونالد ترامب بشأن قناة بنما، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة "فرانس برس".

وفي أول زيارة خارجية له، يزور وزير الخارجية الأميركي القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، على أن يستقبله الرئيس خوسيه راوول مولينو الأحد، بحسب ما ذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى.

وتعهّد ترامب استعادة قناة بنما على خلفية التنافس مع الصين.

وهذه أول زيارة إلى الخارج لوزير الخارجية الأميركي، وتأتي في اليوم نفسه الذي فرض فيه الرئيس الأميركي رسوماً جمركية على المكسيك وكندا والصين.

وتأتي هذه الزيارة أيضاً غداة زيارة استثنائية لريتشارد غرينيل مبعوث ترامب إلى فنزويلا، حيث نجح في تأمين إطلاق سراح ستة أميركيين بعد التحدث مع الرئيس نيكولاس مادورو، رغم أنّ الولايات المتحدة لا تعترف بإعادة انتخابه.

بعد بنما، يتوجّه روبيو، وهو ابن مهاجرين كوبيين، إلى السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان. خلال هذه الزيارات، سيكون هناك كثير من النقاشات بشأن الهجرة غير النظامية التي تعدّ من القضايا الأساسية بالنسبة الى ترامب.

وتلقّت هذه الدول إنذاراً بشأن قضية الهجرة غير القانونية بعد الأزمة التي وقعت مع كولومبيا بهذا الصدد الأحد الماضي.

فقد هدد ترامب بوغوتا بحرب تجارية، بعدما رد الرئيس اليساري غوستافو بيترو طائرتين عسكريتين أميركيتين تنقلان مهاجرين كولومبيين رحّلتهم الولايات المتحدة، رغم التزامات خطية قطعها بحسب واشنطن.

 

 

لا يوجد شيء للتفاوض بشأنه

منذ اليوم الأول لتوليه منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير، أثار ترامب جدلاً عندما قال إنَّه يريد "استعادة" السيطرة على قناة بنما البحرية الاستراتيجية للتجارة العالمية.

وبنت الولايات المتحدة قناة بنما وافتتحتها عام 1914 وأدارتها حتى عام 1977، حين تم في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر توقيع معاهدات تسليمها. والجمعة، كرّر ترامب تصريحاته، إذ قال "عرضوا القيام بأمور كثيرة، لكننا نعتقد أنه من المناسب لنا أن نستعيدها".

وأشار ترامب الذي يشكو من منافسة غير عادلة بشأن عبور السفن الأميركية، إلى أنّ بنما أزالت اللافتات التي تحمل إشارات مكتوبة بالصينية لإخفاء حقيقة أنّها "انتهكت الاتفاق تماما" بشأن القناة.

وقوبلت الطموحات الأميركية برفض قاطع من سلطات بنما التي أكدت أنه ليس هناك شيء للتفاوض بشأنه

"لا تفاوض"

واستبعد رئيس بنما خوسيه راوول مولينو الخميس إجراء أي مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن ملكية القناة. وقال إنَّ بدء مفاوضات بشأن ملكية القناة "أمر مستحيل".

وأضاف: "لا أستطيع التفاوض، أو فتح عملية تفاوضية بشأن القناة. هذا (الأمر) محسوم. القناة ملك بنما".

مع ذلك، قال مولينو إنَّ هناك قضايا مشتركة مثل الهجرة ومكافحة الجريمة المنظمة والإتجار بالمخدرات سيكون مستعدا للبحث فيها مع روبيو.

في العاصمة بنما، يلتقي روبيو مولينو، حسبما قال ماوريسيو كلافير كاروني، المسؤول عن شؤون أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الأميركية الجمعةوأشار إلى أنّه سيجري لقاء مع سلطات قناة بنما.

وفي مقابلة مع إذاعة "سيريوس إكس إم" SiriusXM بُثت الخميس، قال روبيو إنَّه يريد تعزيز شراكات الولايات المتحدة في المنطقة، مشددا على أن ذلك يصب في مصلحة هذه الدول.

وأضاف: "أعتقد أننا سنرى قارة أميركية أكثر أمناً وستكون مصالحنا في قناة بنما أكثر أمنا".

وتابع روبيو: "أعتقد أن الرئيس كان واضحا جدا في أنه يريد إدارة القناة من جديد. من الواضح أن البنميين لا يؤيدون هذه الفكرة كثيراً"، وذلك بينما كان يتحدث عن "تهديد مباشر" للولايات المتحدة من جانب الصين.

وأكد أنه "إذا طلبت الحكومة الصينية منهم أثناء وقوع نزاع إغلاق قناة بنما، سيضطرون لفعل ذلك. إنه تهديد مباشر".

 

 

"حقبة جديدة"

اختيار أميركا الوسطى كوجهة اولى لروبيو لم يكن مصادفة.

فقد قال ماوريسيو كلافير كاروني: "سواء اكان الأمر يتعلق بالهجرة أو الأمن أو التجارة، لا توجد منطقة أخرى في العالم لها التأثير نفسه في الحياة اليومية للأميركيين مثل القارة الأميركية"، وذلك بينما يندد ترامب بانتظام بـ"غزو" المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة خصوصاً من دول أميركا الوسطى.

من جانبها، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس إلى "حقبة جديدة" من التعاون، نافية أي فكرة مفادها بأنّ "أميركا تعطي أوامر".