لبنان يختنق تحت قبضة حزب الله.. متى يسقط حكم الميليشيا؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

لبنان يختنق تحت قبضة حزب الله.. متى يسقط حكم الميليشيا؟

مرة أخرى، يكشف "حزب الله" وأتباعه عن وجههم الحقيقي، مؤكدين أن العنف والفوضى هما لغتهم الوحيدة لفرض إرادتهم على الدولة اللبنانية. بأسلوب العصابات، يحاولون إملاء قراراتهم بالقوة، غير عابئين بالقوانين أو هيبة الدولة، ما يهدد استقرار لبنان الهش.

احتجاجات أم أعمال شغب؟

لم يكن ما شهدته بيروت مجرد احتجاج، بل كان فوضى منظمة أطلقها "حزب الله" بعد منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي. وعلى الفور، نزل أنصار الحزب إلى الشارع، محوّلين طريق المطار إلى ساحة حرب، حيث أغلقوا الطرق بالحجارة والنفايات، وأشعلوا الإطارات، واعتدوا على المارة بشكل همجي.

لم يسلم أحد من هذا العنف، فقد تعرضت عناصر الجيش اللبناني للاعتداء المباشر، كما هاجم الغوغاء آلية تابعة لقوات اليونيفيل، وأضرموا النار فيها، مما أدى إلى إصابة نائب قائد القوات الأممية، النيبالي شوك بهادور داكال. هذه الحادثة ليست مجرد تصعيد عابر، بل تمثل اعتداءً صارخًا على المجتمع الدولي، وقد تصل إلى مستوى جريمة حرب وفقًا لتصريحات مسؤولين أمميين.

رد الدولة: متأخر وضعيف!

في محاولة للسيطرة على الفوضى، تدخل الجيش اللبناني بحزم، متوعدًا بمحاسبة المخلّين بالأمن. لكن هل يكفي ذلك؟ متى ستتحرك الدولة بجدية لتفرض سلطتها على الجميع دون استثناء؟

هذه الأحداث تؤكد أن "حزب الله" ليس مجرد حزب سياسي، بل قوة تخريبية تتعامل مع لبنان كرهينة لمشاريعه الإقليمية. هو لا يعترف بسلطة الدولة، بل يسعى إلى فرض حكمه بالقوة، متجاوزًا القوانين ومهددًا أمن اللبنانيين.

لم يعد مقبولًا أن يبقى لبنان أسير ميليشيا مسلّحة تفرض إرادتها بالعنف. إن استمرار الصمت الرسمي والدولي سيزيد من تغوّل "حزب الله"، مما يعمّق أزمات البلاد ويقوّض أي أمل في مستقبل مستقر.

على المجتمع الدولي، وعلى الدولة اللبنانية نفسها قبل أي أحد آخر، أن تتحرك سريعًا لاستعادة سيادة القانون، وإنهاء عصر الميليشيات قبل فوات الأوان. لبنان يحتاج إلى دولة قوية، لا إلى ميليشيا تحكمه بالنار والحديد.