تصعيد خطير في مارون الراس: دعوات توسعية إسرائيلية وسط تجاهل أمريكي-فرنسي
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
شهدت الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا يكشف عن نوايا توسعية إسرائيلية تهدد الاستقرار الإقليمي. في حادثة أثارت غضبًا واسعًا، تجاوز مستوطنون إسرائيليون الخط الأزرق في منطقة مارون الراس اللبنانية، تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، لنصب خيام على الأراضي اللبنانية. ورغم انسحابهم بعد المواجهة، تبقى الحادثة دليلاً على انتهاك متعمد للسيادة اللبنانية ومحاولة جس نبض الردود الدولية.
المثير للجدل أن أحد هؤلاء المستوطنين هو ذاته الذي ظهر سابقًا في مقطع فيديو وهو يروي لابنه قصة تبرر ضم لبنان إلى "إسرائيل". تصرف هذا المستوطن يعكس عقلية استيطانية استعلائية تعتبر السيادة اللبنانية مجرد حاجز مؤقت يمكن تجاوزه حين تحين الفرصة المناسبة. هذه العقلية ليست تصرفًا فرديًا بل جزءًا من مشروع احتلالي واضح.
ما يثير الغضب أكثر هو الصمت الأمريكي-الفرنسي أمام هذه التجاوزات الخطيرة. الولايات المتحدة، التي تزعم دعم الاستقرار في المنطقة، تواصل تقديم الدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل، متجاهلة انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية. وعلى الجانب الآخر، تبدو فرنسا، التي لديها تاريخ من العلاقات مع لبنان، عاجزة عن اتخاذ موقف واضح للضغط على إسرائيل لوقف هذه الاستفزازات.
الدعوات الأخيرة من المستوطنين الإسرائيليين لاحتلال مارون الراس وإقامة مستوطنات على أراضٍ لبنانية، ليست مجرد تهديد بل تمثل خطة عمل تنفذ بخطوات تدريجية تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي. هذا الاستفزاز العلني يضع لبنان أمام اختبار صعب، حيث يقف وحده في وجه مشروع استيطاني مدعوم من قوى دولية تلتزم الصمت أو تقدم الدعم غير المباشر.
إن هذا التصعيد يستدعي تدخلًا دوليًا فوريًا. يجب على فرنسا والولايات المتحدة وقف سياسة التواطؤ الصامت والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة. تجاهل هذه الحادثة لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة ودفع المنطقة نحو تصعيد قد يخرج عن السيطرة.
على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها وتفرض رقابة صارمة على الحدود، مع التأكيد على حق لبنان في الدفاع عن أراضيه ضد أي عدوان. أما استمرار صمت المجتمع الدولي فهو بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة تعدياتها، ما قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة يدفع ثمنها الجميع.