اشتباك سياسي بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... فهل تتدخل السعودية لإنهاء الأزمة؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

اشتباك سياسي بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... فهل تتدخل السعودية لإنهاء الأزمة؟

واشنطن – تصعيد غير مسبوق داخل البيت الأبيض، حيث تحوّل اجتماع كان من المفترض أن يناقش الدعم الأميركي لأوكرانيا إلى مواجهة كلامية حادة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مما يعكس توترًا متزايدًا قد يعيد تشكيل التحالفات الدولية.

ترمب لزيلينسكي: "أنت لا تُظهر امتنانك!"

بدأ اللقاء بشكل متوتر عندما طالب زيلينسكي بمزيد من الضمانات الأمنية الأميركية ضد روسيا، ليرد عليه ترمب بحدة:

> "أنت لا تتصرف وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفًا لطيفًا."

الأجواء ازدادت توترًا عندما انضم نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، إلى الانتقادات، قائلاً:

> "ألا تقول شكراً ولو لمرة واحدة؟"

بينما كان زيلينسكي يسعى لضمان استمرار الدعم الأميركي، بدا أن الإدارة الأميركية بدأت في إعادة تقييم استراتيجيتها، حيث أكد ترمب أن زيلينسكي غير مستعد للسلام، وأضاف بلهجة قاطعة:

> "بوسعك العودة عندما تكون مستعدًا لإنهاء الحرب."

لكن زيلينسكي لم يتراجع، بل صعد خطابه ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ"الإرهابي"، ومؤكدًا أن التفاوض مع موسكو "لن يكون إلا وفق شروط أوكرانيا."

مع تصاعد الخلاف بين كييف وواشنطن، تزداد فرص السعودية للعب دور دبلوماسي رئيسي. المملكة، التي نجحت سابقًا في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في تبادل الأسرى، تمتلك اليوم علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، مما يجعلها مرشحًا مثاليًا لإنقاذ المشهد السياسي المعقد.

علاقاتها القوية مع كل من موسكو وواشنطن تعطيها ميزة فريدة كوسيط محتمل.

 خبرتها في حل النزاعات، كما فعلت في إعادة العلاقات الإيرانية-السعودية، تؤهلها لتقريب وجهات النظر بين كييف والكرملين.

دورها المحوري في أسواق الطاقة يمنحها نفوذًا إضافيًا في أي مفاوضات دولية.

ما السيناريوهات المحتملة؟

 إطلاق مبادرة سلام سعودية-دولية تجمع بين روسيا وأوكرانيا بغطاء دبلوماسي موسع.

وساطة اقتصادية تساهم في إعادة إعمار أوكرانيا وتوفير حلول تعزز الاستقرار في المنطقة.

 تنسيق سعودي-أميركي للضغط على موسكو وكييف للوصول إلى حل وسط.

هل تتحرك الرياض لاحتواء الأزمة؟

مع تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، يبدو أن السعودية تملك فرصة ذهبية لتثبيت موقعها كقوة دبلوماسية عالمية. فهل ستتخذ الرياض الخطوة الحاسمة لإنقاذ الوضع، أم أن العالم سيظل يشهد مزيدًا من التصعيد؟