حزب الله يتحدى الجيش اللبناني: استفزاز وقح أم إعلان تمرد؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

حزب الله يتحدى الجيش اللبناني: استفزاز وقح أم إعلان تمرد؟

في تطور خطير يكشف حجم التحدي الذي يواجه الجيش اللبناني، تعرضت قوة عسكرية، خلال دخولها إلى بلدة حوش السيد علي ضمن الأراضي اللبنانية، إلى هجوم لفظي من قبل عناصر محسوبة على حزب الله. لم يكتف هؤلاء بالصراخ والاعتراض، بل تجاوزوا كل الخطوط باتهام ضباط الجيش وجنوده بـ"العمالة"، في مشهد يكشف نزعة الحزب لمصادرة سلطة الدولة واستفزاز المؤسسة العسكرية.

هذا السلوك العدائي ليس معزولًا، بل يأتي ضمن مسار طويل من التجاوزات التي يمارسها حزب الله، مستخدمًا فائض قوته للضغط على المؤسسات الرسمية متى شاء. لكن هذه المرة، الهدف هو الجيش اللبناني نفسه، المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تحظى بثقة اللبنانيين رغم الفوضى السياسية والاقتصادية. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيبقى الجيش مكبلاً أمام هذه الاستفزازات؟

رغم أن القوة العسكرية تعاملت بهدوء وانضباط مع الاستفزاز، فإن ذلك لا يعني أن الحادث يمكن أن يمر دون محاسبة. فهل سيتم ملاحقة من تهجموا على الجيش أمام القضاء العسكري؟ أم أن الحسابات السياسية ستتدخل لحماية المعتدين؟ وإن لم يكن هناك رد حاسم، فكيف سيتصرف الجيش مستقبلًا في مناطق نفوذ حزب الله التي قد تعتبر أي انتشار عسكري رسمي بمثابة تعدٍّ على "أراضيها الخاصة"؟

الحادثة تستوجب تحركًا رسميًا عاجلًا. على الحكومة أن توضح موقفها، وعلى القضاء العسكري أن يتحرك لمحاسبة من أهان الجيش علنًا. كما أن المسؤولية تقع على القيادات السياسية، التي لا يمكنها الاستمرار في سياسة الصمت والتسويف. فهل سيُطرح الموضوع في مجلس الوزراء؟ وهل سيتجرأ المعنيون على مساءلة قيادة حزب الله حول خلفية هذا التحدي السافر؟

ما جرى في حوش السيد علي ليس مجرد حادث عرضي، بل رسالة تهديد مبطنة بأن حزب الله لم يعد يرى في الجيش اللبناني سلطة عليا. هذه الحادثة إما أن تكون نقطة تحول تضع حدًا لهذا العبث، أو مقدمة لانفلات أكبر يهدد بقاء الدولة نفسها.