كفى تزييفًا للحقائق: طرابلس لا تُقصي أحداً... بل أنتم من تتقنون الإقصاء باسم "التوافق"

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

كفى تزييفًا للحقائق: طرابلس لا تُقصي أحداً... بل أنتم من تتقنون الإقصاء باسم "التوافق"

في زمن تُرفع فيه شعارات "حماية الأقليات" و"التمثيل العادل"، يتحوّل الحديث عن طرابلس إلى ساحة افتراء مفضّلة لبعض الأحزاب المسيحية.

يُقال: طرابلس تُقصي الموارنة والعلويين والأرثوذكس.

يُقال: طرابلس لا تُشرك الأقليات في لوائحها.

لكن الحقيقة التي يُراد طمسها أن من يرفع هذا الاتهام هو نفسه من يغرق في مستنقع المحاصصة والتواطؤ داخل "اللائحة التوافقية" التي لا تمثّل لا توافقًا ولا عدالة.

 

توافق الأحزاب المسيحية: تمثيل مشروط ومبرمج

 

الذين يتباكون اليوم على تمثيل الموارنة والأرثوذكس، هم أنفسهم الذين فاوضوا، وحجزوا مقاعد، ونسّقوا تحت الطاولة لتأمين حصص لأشخاص محسوبين عليهم، لا للمجتمع ولا للطائفة.

وعندما فشلوا في فرض مرشحيهم، رفعوا راية "التمثيل المسيحي المغيّب".

 

لكنهم لا يقولون الحقيقة كاملة:

طرابلس لم تُقصِ أحداً، بل الأحزاب أقصت من لا ينتمي إلى اصطفافها السياسي.

 

طرابلس ليست متهمة... بل نموذج يُحتذى

 

طرابلس، المدينة التي يُراد إلصاق تهمة الطائفية بها، كانت دائمًا الأكثر تسامحًا وتنوّعًا وانفتاحًا من مناطق ترفض حتى رؤية غير المنتمين إليها.

في طرابلس، لم تُحرق كنيسة، ولم يُهدد جار مسيحي، ولم يُقصَ عسكري علوي من بيئته.

في طرابلس، لا يُقاس الناس بطوائفهم، بل بكفاءاتهم ووطنيتهم.

 

فمن يحاضر بالعيش المشترك، فلينظر أولًا إلى مناطقه، وليتذكر أن طرابلس لم تُغلق بابها يومًا بوجه أحد.

 

اللائحة التوافقية: كذبة كبيرة بحجم الطائفية المقنّعة

 

تحت مسمّى "التوافق"، يتم تقاسم البلدية بين قوى حزبية تُقصي الشباب، والكفاءات، والأقليات غير المرتهنة لها.

وحين يُكشف عجزها عن فرض مرشحيها على مدينة تعرف أبناءها جيدًا، تلوذ هذه القوى بخطاب المظلومية الطائفية.

 

لكن الشارع الطرابلسي يقول كلمته:

نحن مع تمثيل الجميع، لكننا نرفض تمثيل المحاصصة.

نحن مع الأرثوذكسي الحر، لا التابع لحزب.

مع الماروني النزيه، لا المُمسك بتعليمات مركزية.

مع العلوي المستقل، لا المُستخدم كصوت انتخابي.

 

رسالة إلى الرأي العام اللبناني: لا تُصدقوا الكذبة

 

طرابلس ليست المشكلة.

طرابلس هي الحقيقة.

وإن كانت الأقليات غير ممثلة، فليُحاسب من ساوم على تمثيلها، لا المدينة التي فتحت قلبها للجميع.