مركز الظهير بين الماضي والحاضر

مركز الظهير بين الماضي والحاضر

يشكّل مركز الظهير جزءاً أساسياً ومهماً في نجاح أي فريق كرة قدم حول العالم، حيث يعتبر محورياً في تحقيق الفوز، وقد شهد هذا المركز تحوّلات ملحوظة بين الماضي والحاضر.

في الماضي، كان دور الأظهرة يقتصر على الدفاع وتوفير الحماية للمرمى، وكانت مهمتهم الرئيسية دفاعية بحتة، يكون التركيز على إيقاف هجمات الخصم وضمان تغطية كل الثغرات في الخط الخلفي. نادراً ما كانوا يتقدمون إلى الأمام، إلا في حالات استثنائية.

ومع تطوّر كرة القدم على مر السنين، والتحوّلات التكتيكية التي طرأت عليها، أصبح دور الأظهرة أكثر تفاعلاً وتكاملاً. لم يعد من الممكن أن يقتصروا على الدفاع فقط، بل أصبحوا جزءاً أساسياً في نجاح الاستراتيجيات المختلفة. الآن يُطلب منهم التقدم إلى الأمام والمساهمة في الهجوم عند الحاجة.

ومع تصاعد أهمية الأظهرة الجانبية، برز دورهم في صناعة اللعب وتقديم الكرات العرضية الحاسمة وتوفير الدعم للمهاجمين. بات هذا المركز الآن جزءاً لا يتجزأ من الخطة الهجومية، بالإضافة إلى الأدوار الدفاعية الضرورية.

تظهر الأهمية المتزايدة للظهيرين (الأيمن والأيسر) في الفرق الكبرى مثل برشلونة وباريس سان جيرمان بشكل لافت. على سبيل المثال، لعب جول كوندي دوراً هاماً في برشلونة من خلال المشاركة في صناعة الأهداف حيث سجل 4 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة.

وفي باريس سان جيرمان، اعتمد لويس إنريكي في استراتيجيته الهجومية على أكثر من مجرّد خط أمامي، إذ شمل ذلك دفع الظهيرين إلى الأمام للمشاركة في بناء اللعب الهجومي. وقد برز أثر هذه الاستراتيجية بوضوح، خصوصاً من خلال الأداء المميز للاعب أشرف حكيمي الذي سجل 7 أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، بالإضافة إلى نونو مينديز الذي سجل 6 أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة.

ولم تقتصر هذه الاستراتيجية على الفرق الكبرى فحسب، بل اعتمدتها فرق أخرى مثل ولفرهامبتون، حيث تألق اللاعب الجزائري ريان آيت نوري هذا الموسم بتسجيله 5 أهداف و7 تمريرات حاسمة.

لم يعد دور الأظهرة مقتصراً على الدفاع، بل توسّع ليشمل مهام هجومية وإنتاج الفرص. هذا التطوّر يؤكد أهمية إسهامهم في تحقيق الفارق داخل الملعب، مع استمرار تطوّر كرة القدم لتصبح أكثر قوة وتنافسية.