طرابلس تتهم: نحن لسنا قندهار يا تجار الدم!
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

لم تكد دماء الشهيد البطل إلياس طوق تجفّ، حتى تسللت الأقلام الصفراء والمحلّلون الموجّهون المعروفو الانتماء السياسي والطائفي، ليعيدوا سرديتهم المسمومة عن طرابلس، وكأن المدينة تعيش خارج حدود الوطن، أو كأنها “قندهار الشرق” كما يحلو للبعض تسويقها.
لكن دعونا نضع النقاط على الحروف: ما حدث في طرابلس هو عملية أمنية شريفة نفذتها القوى الأمنية اللبنانية، قدمت فيها دمًا وشهيدًا، كما يحدث في كل بقعة من بقاع هذا الوطن.
نعم، استُشهد عنصر من خيرة قوى الأمن الداخلي. نُفّذت المداهمة في وضح فجر الدولة، لا في عتمة السلاح غير الشرعي. والمطلوب ناصر رومية ليس “ابن طرابلس”، بل عدوٌ لكل منطقة آمنة ولكل مدينة تحلم بمستقبل، تمامًا كما الإرهابي الذي يُلقى القبض عليه في البقاع، أو الجبل، أو بيروت.
فلماذا، كلما اهتزت الأرض تحت أقدام الإرهابيين، وارتفع رأس القانون، تُستحضر صورة طرابلس كـ"مدينة مشبوهة"؟
كفى. طرابلس لم تعد تحتمل هذا الظلم الإعلامي والسياسي والتصنيفي.
طرابلس: العاصمة الثانية أم “المكب الإعلامي”؟
أين هم نواب طرابلس؟
أين موقف رسمي عاجل يدافع عن كرامة مدينة أعطت الدولة أكثر مما أخذت؟
لماذا هذا الصمت، وكأن دماء الشهداء لا تستحق سوى نعي على وسائل التواصل وبعض التمنيات بالصبر؟
نقولها بوضوح: السكوت جريمة سياسية بحق مدينة تختنق كل يوم من التهميش والعزل والتشهير.
نطالب بالآتي فورًا:
بيان رسمي من وزارة الداخلية عبر معالي الوزير اللواء أحمد الحجار، يوضح حقيقة ما جرى فجر السبت في شارع المئتين.
وقف الحملات الإعلامية الممنهجة التي تُحرّض على المدينة وأهلها، وتُصوّر أي حادث أمني فيها كحالة شاذة بينما هو جزء من النسيج اللبناني المتقلب بأكمله.
طرابلس مدينة الحياة... وليست مدينة الاشتباه!
كفى استخدام طرابلس كفزاعة سياسية!
كفى جلد المدينة التي علّمت لبنان كيف يقاوم الظلم، وكيف ينهض من كل محاولة لإخراجه من تاريخه.
طرابلس ليست طرف شمعة كما يقال... بل هي الشمعة نفسها، تحترق لتنير لبنان.
فلا تطفئوها بأحكامكم المعلّبة، ولا تطفئوها بخوفكم من قول الحق.