جنوب لبنان على صفيح ساخن: إنذارات إسرائيلية وتصعيد قبيل ذكرى نصرالله... والعالم يترقب

في توقيت بالغ الحساسية، عاد الجيش الإسرائيلي إلى إصدار الإنذارات وتحديد أهدافه في الجنوب اللبناني، ما اعتُبر رسالة تصعيدية مباشرة عشية استعداد "حزب الله" لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامّين، السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
هذا التطور الميداني الخطير يتزامن مع اهتزاز المشهد السياسي الداخلي في لبنان، حيث تختلط ملفات الأمن والانتخابات والاقتصاد في مناخ متوتر يهدد الاستقرار الهش. مصادر سياسية حذّرت من أن "تداخل السلاح والاستحقاقات الداخلية يفتح الباب أمام مرحلة غامضة قد تنقلب فيها كل التوازنات".
على خط الوساطات، تستعد بيروت لاستقبال الموفدة الأميركية مورغان أورتيغاس الأحد المقبل، وسط معلومات تؤكد أنّ مهمتها تتركز حصراً على ملف الحدود واجتماعات "الميكانيزم" الخاص بوقف الأعمال العدائية. غير أن التساؤلات الكبرى تبقى مطروحة: أين هو التزام إسرائيل بالاتفاق، وما جدوى الاجتماعات إذا كانت تل أبيب تمهد ميدانياً لجولة جديدة من المواجهات؟
التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي بررته تل أبيب باستهداف مواقع لـ"حزب الله"، وضع الحكومة اللبنانية أمام اختبار صعب. رئيس الحكومة نواف سلام شدد خلال جلسة مجلس الوزراء على أنّ لبنان متمسك بوقف الأعمال العدائية، لكنه حذر من أن الخرق الإسرائيلي المتكرر يجرّ البلاد إلى المجهول، مؤكداً أنّ الجيش اللبناني وحده المخوّل حصرية السلاح جنوب الليطاني.
المعادلة باتت أكثر خطورة من أي وقت مضى: رسائل نارية من إسرائيل، رسائل رمزية وسياسية من "حزب الله"، ووساطة أميركية يكتنفها الغموض... فيما الجنوب على حافة انفجار قد يتردد صداه في لبنان والمنطقة والعالم.