طرابلس على صفيح سياسي ساخن… معلومات “خاصّة” تكشف حراكاً كبيراً لضمّ خلدون الشريف إلى لائحة نيابية جديدة في انتخابات 2026
هئية التحرير خاص مراسل نيوز

تعيش مدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، على وقع حراك سياسي غير مسبوق بدأ يطفو على سطح المشهد المحلي. مصادر خاصّة بمراسل “نيوز” تكشف أن شخصيات سياسية واقتصادية ووجهاء من المدينة بدأوا فعلاً بالتحضير لتشكيل لائحة انتخابية جديدة لخوض الانتخابات النيابية عام 2026، يكون هدفها “تصحيح المسار السياسي” في طرابلس، وإعادة رسم خريطة النفوذ داخل المدينة.
المعلومات المؤكدة تشير إلى أن الاتصالات تكثّفت في الأسابيع الأخيرة بين عدد من رجال الأعمال والفعاليات المستقلة، في محاولة لإقناع خلدون الشريف بالانضمام إلى هذا المشروع الذي يوصف في أروقة المدينة بأنه “اللائحة التصحيحية الكبرى”.
خلف الكواليس: لقاءات في طرابلس وبيروت
بحسب ما حصلت عليه “نيوز”، عُقد أكثر من اجتماع غير معلن في طرابلس وبيروت خلال الشهرين الماضيين، ضمّ شخصيات سياسية سابقة ورجال أعمال من أبناء المدينة، بعضها من خارج الاصطفافات التقليدية، تبحث عن “عنوان جامع” جديد قبل الانتخابات المقبلة.
إحدى الشخصيات المشاركة في الاجتماعات أكدت لمراسلنا أن النية الجدية هي خلق تكتل طرابلسي جديد بعيد عن الاصطفافات الحزبية والطائفية، يحمل مشروعاً اقتصادياً وتنموياً حقيقياً. وأضاف المصدر:
> “المرحلة المقبلة لن تشبه ما قبلها، هناك تعب سياسي في الشارع الطرابلسي، وهناك رغبة لدى شريحة واسعة من الناس بوجوه جديدة تجمع بين الخبرة والمصداقية. لذلك طُرح اسم خلدون الشريف كأحد الأسماء القادرة على تشكيل نقطة توازن في أي لائحة إصلاحية مقبلة.”
تؤكد المعلومات الخاصة أن التحضيرات تتم على مستويين متوازيين:
سياسي – اجتماعي: يجري التواصل مع فعاليات مناطقية ومخاتير وشخصيات أكاديمية وشبابية لدراسة المزاج الشعبي وإعداد قاعدة انتخابية فعلية.
اقتصادي – تمويلي: يتولّى عدد من رجال الأعمال المغتربين في الخليج تمويل الدراسات الأولية للحملة الانتخابية، في خطوة وُصفت بأنها “جدّية وغير استعراضية”.
ويشير مصدر مقرّب من هذه الدوائر إلى أن المشروع قد يحمل اسم “لائحة التصحيح الطرابلسي”، وأن هدفه ليس فقط المنافسة الانتخابية، بل “إعادة تصويب المشهد السياسي في الشمال” الذي يشهد انقساماً واضحاً بين قوى تقليدية فقدت جزءاً من حضورها الشعب
طرابلس التي شكّلت في السنوات الأخيرة بوصلة التغيير الشعبي في لبنان، تبدو اليوم أمام اختبار جديد: هل يمكن لحراك إصلاحي فعلي أن يكسر منطق الاصطفافات القديمة؟
العديد من المراقبين يؤكدون لـ“نيوز” أن المزاج العام في المدينة يتبدّل، وأن هناك تراجعاً في ثقة الناس بالوجوه التقليدية، خاصة بعد الأزمات الاقتصادية والانهيارات المتتالية التي أصابت المجتمع الطرابلسي في العمق.
أحد المتابعين للشأن الطرابلسي قال لمراسلنا:
> “الناس في طرابلس لا تبحث اليوم عن شعار، بل عن مشروع. أي لائحة قادرة على الجمع بين الوعي السياسي والقدرة التنفيذية ستجد دعماً غير مسبوق. واسم خلدون الشريف مطروح بجدية لأن الرجل يُعتبر من القلائل الذين يمكنهم التحرك بين مختلف المجموعات من دون حساسيات.”
بحسب المعلومات التي حصلت عليها “نيوز”، من المتوقع أن تتبلور ملامح هذا التحالف الجديد مع مطلع عام 2026، وأن يبدأ الإعلان الرسمي بعد سلسلة لقاءات تنسيقية خلال الشتاء المقبل.
الخطوات العملية ستشمل:
إعلان ميثاق شرف سياسي يحمل رؤية تنموية للمدينة.
تشكيل لجنة تمويل ولجنة إعلامية لتوحيد الخطاب الانتخابي.
إطلاق حملة تمهيدية ميدانية تحت شعار “طرابلس أولاً”.
وبينما لا يوجد تأكيد رسمي لانضمام خلدون الشريف حتى الآن، تؤكد مصادر مطّلعة أن باب التواصل مفتوح وأن المشاورات مستمرة بهدوء، وأن اسمه “يبقى محورياً في أي لائحة ذات طابع إصلاحي جدي”
طرابلس تغلي سياسياً، لكن هذه المرة ليست بفعل انقسامات حزبية، بل بسبب رغبة حقيقية في تصحيح المسار وإعادة إنتاج طبقة سياسية جديدة.
المشهد في المدينة يتغيّر بهدوء، والحديث عن “اللائحة التصحيحية” بدأ يتوسّع بين النخب والشارع.
فهل تكون انتخابات 2026 محطة ولادة مشروع طرابلسي جديد يعيد المدينة إلى دورها الريادي؟
الأكيد أنّ طرابلس هذه المرّة لن تكون متفرّجة.