حكومة لبنان: ولادة حتمية أم فشل يُشعل الشارع من جديد؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

حكومة لبنان: ولادة حتمية أم فشل يُشعل الشارع من جديد؟

في قلب العاصفة السياسية والاقتصادية التي تضرب لبنان، يترقب الجميع خبر ولادة الحكومة الجديدة، والتي تبدو أقرب من أي وقت مضى. فهل سنشهد إعلانًا تاريخيًا يعيد الأمل إلى اللبنانيين؟ أم أن شبح الحسابات الطائفية والمصالح الحزبية سيعيد البلاد إلى المربع الأول؟

الساعات الحاسمة: هل تنجح التسويات؟

كل الأنظار متجهة إلى نهاية الأسبوع، حيث تتسارع الاجتماعات والاتصالات لتجاوز العقبات المتبقية. التفاهمات الأولية توحي بإحراز تقدم:

  • وزارة المالية ستبقى بيد الثنائي الشيعي.
  • الداخلية ستذهب إلى السنة.
  • وزارة الطاقة تُسند إلى القوات اللبنانية.
  • وزارة الدفاع للموارنة، والأشغال للدروز.

لكن هذه التوزيعات جاءت وفق رؤية حاسمة من الرئيس المكلف نواف سلام، الذي وضع خطوطًا حمراء:

أسماء لامعة تتداول في الكواليس، توحي بحكومة من التكنوقراط. لكن، هل تكفي الكفاءات لتجاوز عقبة النظام السياسي الطائفي؟

حتى لو أُعلن تشكيل الحكومة، فإن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود. التحديات التي تنتظرها ضخمة، وربما كارثية:

  • أزمة الكهرباء المستمرة التي ترهق المواطنين.
  • الانهيار الجنوني للعملة المحلية أمام الدولار.

اللبنانيون ليسوا بحاجة إلى حكومة تُرضي الخارج أو تُجمل الصورة في الداخل. إنهم بحاجة إلى قرارات ثورية تضع حدًا للفوضى. فهل ستملك الحكومة المقبلة الجرأة اللازمة؟ أم ستغرق كما غرقت سابقاتها في وحل المحاصصة والصراعات؟

بين التفاؤل والترقب، تتجه الأنظار إلى الساعات المقبلة التي قد تحمل معها بشرى تشكيل الحكومة. لكن اللبنانيين، الذين أنهكتهم الوعود الكاذبة والمساومات، لن يقبلوا هذه المرة بأي خطوة شكلية. إنهم يريدون نتائج حقيقية تلمس حياتهم اليومية، لا مجرد تبديل أسماء أو توزيع حقائب.

فهل يكون هذا الأسبوع نقطة تحول حقيقية في مسار لبنان؟ أم مجرد لحظة عابرة في طريق الانحدار الكبير؟ الوقت وحده سيكشف، لكن اللبنانيين اليوم على مفترق طرق: إما ولادة تُعيد الحياة، أو سقوط يُعمّق الكارثة!