هل حان الوقت لتحرير الجنوب من الاحتلال وسلاح الفوضى؟
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
يظل حق عودة أهلنا إلى قراهم ومنازلهم في الجنوب اللبناني حقاً مقدساً لا يقبل المساومة، فهو ليس مجرد مطلب إنساني بل عنوان للسيادة الوطنية وكرامة الشعب اللبناني. هذا الحق، المتجذر في التاريخ والجغرافيا، يكتسب أهميته من تضحيات الأجيال وصمودهم في وجه كل محاولات الاحتلال لطمس الهوية الوطنية أو تغيير الواقع على الأرض.
إن الاحتلال الإسرائيلي المستمر لبعض المناطق الجنوبية، وخرقه الفاضح للاتفاقيات الدولية، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واستفزازاً لإرادة شعب يرفض الاستسلام. ومع ذلك، فإن إرادة الشعب اللبناني تبقى عصية على الكسر، متسلحة بالإيمان بحقوقها وبدماء شهدائها التي ارتوت بها أرض الجنوب، شاهدة على نضال أمة بأكملها من أجل الحرية والكرامة.
في يوم تاريخي مشهود، تتجلى صورة الجنوب كنموذج للوحدة الوطنية والصمود، حيث يظهر الجنوبيون كرمز للتضحية والبطولة، أولئك الذين دفعوا أغلى الأثمان في سبيل الدفاع عن أرضهم وهويتهم. الجيش اللبناني، بدوره، يثبت يوماً بعد يوم أنه الحامي الأول لسيادة الوطن، والقادر على الدفاع عن كل شبر من الأرض اللبنانية. ولا يكتمل هذا المشهد إلا برفع العلم اللبناني عالياً فوق قمم الجنوب وتلاله، تأكيداً على وحدة الشعب وعزيمته في مواجهة كل تحدٍ.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى وحدة الصف الوطني، بعيداً عن الشعارات التي تضعف التماسك الداخلي. المطلوب الآن هو تعزيز الشراكة الوطنية وتمكين مؤسسات الدولة لتكون هي المرجع الأول والأخير في حماية الأرض والمواطنين. الجيش اللبناني يجب أن يكون القوة الوحيدة المخولة بحمل السلاح ومواجهة الاحتلال، مع تركيز الجهود على تحرير الأرض وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
على حزب الله أن يعيد تقييم استراتيجياته في الجنوب، ليفسح المجال أمام الدولة اللبنانية وجيشها لتحمل كامل مسؤولياتها. إن الدماء اللبنانية غالية جداً، ولا يمكن أن تظل رهينة لصراعات لا تخدم سوى استدامة الأزمات. حماية الجنوب هي مسؤولية وطنية يجب أن تنبع من سيادة الدولة وإرادة الشعب.
تحية تقدير وإجلال للجنوبيين الأبطال، الذين جسدوا أسمى معاني التضحية، وللجيش اللبناني، الذي يبقى درع الوطن المنيع. لن ننسى تضحياتنا، ولن نتخلى عن حقوقنا. سيبقى الجنوب عنواناً للحرية والصمود، وستظل إرادتنا الوطنية أقوى من كل محاولات التفرقة. هذه الأرض لنا، وسنستمر في النضال حتى تحرير كل شبر من لبنان، لأن الحق لا يسقط بالتقادم، ولا يتحقق إلا بالصمود والإرادة.