بين تخبط ترمب وصعود السعودية... هل يشهد العالم ولادة قوة عظمى جديدة؟
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

في السنوات الأخيرة، لم يعد الشرق الأوسط كما كان، فالمملكة العربية السعودية تقود تحولًا استراتيجيًا يعيد رسم ملامح المنطقة على الساحة العالمية. من الاقتصاد إلى التكنولوجيا والاستدامة، تعمل السعودية على بناء نموذج جديد يضعها في قلب النظام العالمي، ليس كمجرد تابع للقوى العظمى، بل كقوة مؤثرة بحد ذاتها.
تخبط أميركا... واندفاع ترمب يعيد تشكيل النظام العالمي
لطالما كانت الولايات المتحدة القوة المهيمنة عالميًا، لكن سياسات الرئيس دونالد ترمب المتهورة وقراراته المتسرعة جعلت العالم يعيد التفكير في مدى موثوقية واشنطن كحليف استراتيجي. من فرض الرسوم الجمركية العقابية على الشركاء التجاريين، إلى اتخاذ قرارات مفاجئة تهز الاستقرار العالمي، لم تعد أميركا قادرة على تقديم قيادة ثابتة لحلفائها.
في ظل هذا الفراغ، بدأت الدول تبحث عن بدائل أكثر استقرارًا، وهنا برزت السعودية كدولة تتبنى سياسات اقتصادية واستراتيجية مدروسة، قائمة على رؤية 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام.
السعودية تقود التغيير في المنطقة
بينما تتخبط أميركا في سياسات غير متزنة، تعمل السعودية على إعادة تشكيل اقتصادها ومكانتها الدولية عبر مشاريع ضخمة تشمل:
نيوم: مدينة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة.
الهيدروجين الأخضر: مشروع يجعل السعودية لاعبًا رئيسيًا في مستقبل الطاقة النظيفة.
شراكات استراتيجية عالمية: تعزيز التحالفات الاقتصادية مع الصين، الهند، وأوروبا، مع الحفاظ على توازن دبلوماسي يضمن الاستقرار.
الشرق الأوسط لم يعد مجرد مستهلك
لم يعد الشرق الأوسط يعتمد على القوى العظمى، بل أصبح مركزًا استثماريًا وإنتاجيًا عالميًا. الدول العربية، بقيادة السعودية، تستثمر في التقنيات المتقدمة، وتعيد بناء اقتصاداتها لتكون قادرة على المنافسة عالميًا، في وقت تعاني فيه أميركا من سياسات غير مستقرة.
هل يصبح الشرق الأوسط القطب العالمي القادم؟
بينما تتراجع أميركا بسبب قراراتها المتسرعة، تتحرك السعودية بسرعة نحو المستقبل. السؤال الحقيقي لم يعد "هل يمكن للشرق الأوسط أن يكون قوة عالمية؟"، بل "متى سيصبح كذلك؟". ومع استمرار السعودية في تنفيذ مشاريعها الطموحة، يبدو أن العالم على أعتاب نظام عالمي جديد، تلعب فيه المملكة دورًا محوريًا.