طرابلس والشمال يُقصون مجددًا… أين العدل يا دولة؟
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

فخامة الرئيس،
إن انتخابكم رئيسًا للجمهورية حمل معه تطلعات كبيرة، وفتح نافذة أمل لكل اللبنانيين، وخصوصًا أبناء طرابلس والشمال الذين رأوا فيكم القائد الوطني القادر على إعادة التوازن والعدالة إلى الدولة. لكن بعد تشكيل الحكومة، جاءت الصدمة: طرابلس، العاصمة الثانية للبنان، والشمال بكل ثقله السياسي والتاريخي، وجدوا أنفسهم خارج المعادلة السياسية والأمنية!
طرابلس والشمال: الركيزة الوطنية التي لم تُنصف
لقد أثبتت طرابلس والشمال عبر التاريخ دورهما الأساسي في حماية استقرار لبنان، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وكانت دائمًا السد المنيع في وجه الأزمات، والركيزة الوطنية التي دعمت الدولة في أصعب الظروف. ولكن، لماذا يتم اليوم استبعاد هذه المنطقة من التمثيل السياسي والأمني؟
لماذا لم يكن للشمال أي تمثيل وزاري رغم ثقله السياسي والوطني؟
لماذا لم تُعطَ أي مناصب أمنية لأبنائه رغم كفاءاتهم ودورهم الوطني المشهود؟
كيف يمكن أن تكون العاصمة الثانية خارج التركيبة الحكومية في وقت تحتاج فيه الدولة إلى جميع أبنائها للنهوض من أزماتها؟
رسالة إلى فخامتكم: الإنصاف ضرورة وطنية
فخامة الرئيس،
إن العدالة الوطنية لا تتحقق دون تمثيل عادل لكل المناطق، وطرابلس والشمال يستحقان أن يكون لهما موقعهما الطبيعي في الدولة. إن استبعاد هذه المنطقة يثير تساؤلات كثيرة، ويفتح باب القلق على مستقبلها في المعادلة الوطنية.
هل ستشهد المرحلة القادمة تصحيحًا لهذا الخلل؟
هل سيكون هناك إنصاف لهذه المنطقة التي قدّمت الكثير ولم تأخذ إلا القليل؟
هل يمكن أن نبني لبنان الجديد دون إشراك جميع مكوّناته في صنع القرار؟
الشمال ينتظر خطوات عملية
إن أبناء طرابلس والشمال يتطلعون إلى موقف واضح وإجراءات عملية تضع حدًّا لهذا التهميش المستمر. هم لا يطالبون بأكثر من حقوقهم المشروعة، ولا ينتظرون وعودًا بلا تنفيذ. المرحلة المقبلة تتطلب تصحيح المسار وإعادة الاعتبار لمنطقة كانت دائمًا في قلب المعادلة الوطنية.
فخامة الرئيس، طرابلس والشمال ينظرون إليكم، ويتوقعون منكم خطوة تعيد إليهم موقعهم المستحق في الدولة. الإنصاف اليوم هو حجر الأساس للاستقرار الوطني غدًا!