طرابلس لا تُدار من بعيد: رسالة إلى سمير جعجع قبيل انتخابات 2026
خاص مراسل نيوز
في السياسة، لا يكفي الاسم ولا يكفي التاريخ الحزبي، بل يكفي أمر واحد فقط: الناس.
ومن هنا، تبرز اليوم مسؤولية كبرى على عاتق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مع اقتراب الاستحقاق النيابي لعام 2026، وخصوصًا في ما يتعلق بالمقعد الماروني في طرابلس والشمال.
السؤال الذي يطرحه الشارع الطرابلسي بوضوح، ومن دون مواربة، هو الآتي:
لماذا الإصرار – أو حتى التفكير – بتبني ترشيح نائب غائب عن مدينته وأهلها؟
النائب إيلي خوري، مع كامل الاحترام لشخصه، أصبح بالنسبة لكثير من أبناء طرابلس اسمًا بلا حضور. لا مكاتب فاعلة، لا تواصل مباشر، لا نشاطات إنمائية، ولا حتى مبادرات بسيطة تلامس هموم الناس اليومية.
طرابلس، المدينة المتعبة، لا تعرفه. وأهلها لا يرونه. حتى الخدمات الأساسية، التي تُعدّ الحد الأدنى من العلاقة بين النائب وناخبيه، باتت شبه معدومة.
وفي المقابل، يبرز اسم جاد دميان.
شاب من هذا الجيل، من نبض الشارع، قريب من شباب طرابلس والشمال، حاضر بينهم، يتواصل معهم باستمرار، يسمعهم قبل أن يتكلم باسمهم.
جاد دميان ليس ابن الصالونات السياسية، بل ابن المدينة، ابن الناس، وابن وجعهم اليومي.
الفرق بين الاثنين ليس سياسيًا فقط، بل وجودي:
أحدهما حاضر في الشارع، والآخر غائب عن الخريطة.
أحدهما يعرف طرابلس بأحيائها وأهلها، والآخر يعرفها عبر التقارير.
أحدهما يمشي بين الناس، والآخر لا يُرى إلا في المناسبات النادرة.
إذا كانت القوات اللبنانية تريد فعلًا ترسيخ حضورها في الشمال، وإذا كانت تريد كسب ثقة جيل شاب يشعر أنه مُهمّش ومنسي، فإن الخيار المنطقي والواقعي هو الرهان على من يشبه هذا الجيل ويتحدث لغته، لا على من ابتعد عنه.
هذه ليست مسألة أشخاص، بل مسألة نهج سياسي.
طرابلس لم تعد تقبل بنواب موسميين، ولا بتمثيل شكلي، ولا بوعود تُقال كل أربع سنوات.
طرابلس تريد من يكون معها اليوم، لا من يتذكرها غدًا.
من هنا، تأتي هذه الرسالة الصريحة إلى الدكتور سمير جعجع:
لا تُكرروا أخطاء الماضي.
لا تفرضوا أسماء لا تشبه المدينة.
اختاروا من هو بين الناس، لا من هو بعيد عنهم.
انتخابات 2026 لن تكون عادية، والشارع الطرابلسي تغيّر.
ومن لا يسمع صوته اليوم، قد يُفاجأ بصوته غدًا في صناديق الاقتراع.
طرابلس لا تطلب المستحيل…
تطلب فقط من يمثلها بصدق. هو