حان وقت التحرر: هل يقود الجيش اللبناني البلاد نحو الاستقلال الكامل؟
بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم
هناك دعوات متكررة هذه الأيام لاستعادة الدولة اللبنانية، بعد سلسلة الانهيارات لـ«حزب الله»، الحاكم الفعلي للبلد، ومحاولة إحياء مسار الدولة اللبنانية، ومن مفردات هذا المسار تطبيق القرارات الدولية ذات الشأن، وانتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، عوض «حزب الله»، وحصر السلاح بيد الجيش والأمن اللبناني... إلخ.
بل إن هناك من يرى فيما يجري من انكسارٍ لشوكة «حزب الله»، فرصة لظهور زعيم سياسي، وليكن قائد الجيش مثلاً جوزيف عون، ليعلن الحكم العسكري المؤقت، وحلّ البرلمان، وتعليق الدستور، لصون «وجود» البلد، وإنهاء الحرب الإسرائيلية المدّمرة، على الحجر والبشر والعباد والبلاد.
هل لبنان مُصمّم ليكون دولة طبيعية ذات رأس واحد، وبرلمان طبيعي، وحياة سياسية سويّة، أم هو مُنتج للأزمات والصراعات كل وقت وحين؟!
أم أن الحروب المصيرية، واللحظات الوجودية الكاشفة، تكنس المواضعات والاتفاقات القديمة، وتخلق معها عالماً جديداً، يستجيب للواقع المصيري الجديد؟!
لم يعد الحديث عن استراتيجية دفاعية ذا مغزى، فهذه "المقاومة" التي طالما تذرعت بأن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان، أتت بالويلات على لبنان، ولم تستطع حماية نفسها وبيئتها وقادتها بما في ذلك أمينها العام
اليوم مجددا يدفع اللبنانيون ثمن احتفاظ هذا "الحزب" بسلاحه، ومجددا يحاول البعض شيطنة كل من يطالب بتطبيق القرار 1559، أو تطبيق "الطائف" أي الدستور اللبناني.
القرار ليس موجها ضد طائفة أو فريق، فالجميع يجب أن يكون تحت سقف الدولة والدستور... وتحديدا ضد العدوان الهمجي الذي يتعرض له لبنان، وعذرا إن كنت لا أتفهم خوف بعض الساسة اللبنانيين من المجاهرة بالقول إن لبنان دولة حرة سيدة مستقلة، ووحده الجيش اللبناني يحمي سيادتها.