الضغوط الإسرائيلية: كيف يعيد نتنياهو تشكيل قواعد الصراع في المنطقة

بقلم عبد الحميد عجم

الضغوط الإسرائيلية: كيف يعيد نتنياهو تشكيل قواعد الصراع في المنطقة

تصاعد التوترات: تأثير الضغوط الإسرائيلية على حزب الله

 

في خضم الأزمات الحالية، أعرب حسن نصرالله عن نيته الرد، مؤكدًا أن "الحساب عسير" وأن ما سيحدث سيكون له وقع أكبر من الكلمات. لكن يبدو أن حزب الله واجه نكسات كبيرة، حيث استهدفت إسرائيل قيادات فرقة الرضوان خلال اجتماع في قلب الضاحية.

 

تشير هذه الضغوط الإسرائيلية إلى أن بنيامين نتنياهو يسعى لتغيير الواقع في غزة، لكنه أيضاً يهدف إلى إعادة تشكيل حزب الله. فهو يُعيد صياغة قواعد الاشتباك ليس في لبنان فقط، بل على مستوى المنطقة، من خلال استخدام كل قوته العسكرية وموارده الاستخباراتية.

 

لقد شهدنا اغتيالات بارزة مثل إسماعيل هنية بالإضافة إلى تصفية قيادات حزب الله، مما يشير إلى أن إسرائيل تخترق الحدود التي كانت تُعتبر محمية. وبينما يبقى الفارق التكنولوجي لصالح إسرائيل، فإن الدعم الدولي، خصوصًا من واشنطن، يلعب دورًا حاسمًا في هذه المعادلة.

 

تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، التي أعرب فيها عن قلقه إزاء التصعيد، تعكس رؤية أن قتل قيادات حزب الله يُعتبر خطوة تحقق العدالة، كما أوردت "رويترز". هذه الأبعاد تثير تساؤلات حول مدى عقلانية نصرالله وحزبه مقارنةً بعقلانية إيران، التي تسعى لتجنب المواجهة مع إسرائيل.

 

المرشد الإيراني أشار إلى أن التفاوض مع العدو أمر مقبول، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا لدى طهران. وقد وصف الرئيس الإيراني السابق مسعود بزشكيان اغتيال هنية بأنه محاولة من إسرائيل لجذب إيران إلى صراع إقليمي، لكن طهران اختارت ضبط النفس.

 

يسعى نتنياهو لخلق واقع جديد وتغيير قواعد الصراع، مدركًا أن أي تصعيد في لبنان قد يؤدي إلى تفكيك حزب الله. وإذا لم تندلع الحرب، فإنه يحقق هدفه في تقويض قوة الحزب بشكل منهجي.

 

في النهاية، يبدو أن حزب الله لم يستوعب الصورة الكبرى وسط هذه الضغوط، وهو الآن محاصر بين الاستفزازات والتحديات المتزايدة.