"دبلوماسية على حافة النار: هل يقود بايدن وترامب اتفاقًا لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟"

بقلم الباحث والكاتب السياسي عبد الحميد عجم

"دبلوماسية على حافة النار: هل يقود بايدن وترامب اتفاقًا لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟"

منذ اندلاع التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله، تقود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودًا دبلوماسية مكثفة بهدف احتواء الأزمة ومنع انجرارها إلى حرب شاملة. وقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن هذه المساعي الدبلوماسية تلقت دعمًا غير متوقع من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعرب عن رغبته في رؤية اتفاقٍ حقيقي لوقف إطلاق النار بين الطرفين، ليضفي دعمُه زخمًا جديدًا على هذه الجهود.

 

يمثل دعم ترامب عنصرًا مفاجئًا وغير اعتيادي؛ فرغم غيابه عن المشهد السياسي المباشر، يظل ترامب لاعبًا مؤثرًا في السياسة الأمريكية، وصاحب نفوذ لدى شريحة كبيرة من السياسيين والجمهور الأمريكي. وقد أفادت مصادر أمريكية بأن دخول ترامب على خط الأزمة منح إدارة بايدن قوة دفع إضافية، حيث تشير هذه الخطوة إلى توافق استثنائي بين الرئيس الحالي والسابق، وكلاهما مختلف جذريًا في توجهاتهما السياسية، مما يعكس شعورًا أمريكيًا عامًا بأهمية تفادي نزاع موسع قد يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة.

 

وتشير مصادر مقربة من الإدارة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين، بات أكثر تفاؤلاً بإمكانية تحقيق تسوية توقف النزاع المسلح على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، مستندًا على هذا الزخم السياسي الجديد. وفي ظل هذا التعاون النادر بين بايدن وترامب، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي كبير قبل انتهاء ولاية بايدن، خاصة في ظل التحولات السياسية المقبلة.

 

على الجانب العسكري، تواصل إسرائيل هجماتها على مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان، في عمليات تستهدف إضعافه بشكل ممنهج من خلال تدمير بنيته العسكرية وتقليص قدراته القتالية. وقد أثارت هذه الهجمات دمارًا هائلًا في معاقل الحزب الأساسية، مثل النبطية وصور وبنت جبيل، مما يفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في هذه المناطق، ويهدد بترك المجتمعات المحلية في حالة دائمة من التشرد، حتى في حال إعادة الإعمار لاحقًا.

 

في الداخل اللبناني، بدأت تظهر بوادر انقسامات سياسية بين حلفاء "حزب الله"، إذ اتخذت شخصيات بارزة، مثل جبران باسيل، رئيس "التيار الوطني الحر"، مواقف ناقدة للحزب رغم التحالف القوي الذي كان يربط بينهما. ويعكس هذا التحول تصاعد التوترات الداخلية داخل التحالفات السياسية اللبنانية، ويثير التساؤلات حول مستقبل حزب الله ودوره في الساحة الإقليمية.

 

من خلال التنسيق النادر بين بايدن وترامب وتوظيف المتغيرات السياسية الداخلية في لبنان، يبدو أن الولايات المتحدة تراهن على خلق توازن جديد في المنطقة، ما قد يمهد الطريق نحو اتفاق دبلوماسي شامل يوقف التصعيد العسكري المستمر.