سمير الجسر: هل يكون المنقذ المنتظر للبنان في أزمته الحالية؟
خاص مراسل نيوز
في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها لبنان، يبرز اسم سمير الجسر كمرشح محتمل لتولي رئاسة الحكومة، مستندًا إلى مسيرة حافلة في مجالي القانون والسياسة.
وُلد سمير عدنان الجسر في 10 يونيو 1944 في طرابلس، لبنان. حصل على إجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية عام 1969، وانضم إلى نقابة المحامين اللبنانيين، حيث عمل كمحامٍ بالاستئناف منذ عام 1972. انتُخب نقيبًا للمحامين في طرابلس عام 1994، مما يعكس مكانته المرموقة في المجال القانوني.
دخل الجسر المعترك السياسي عبر بوابة العمل الوزاري، حيث عُيّن وزيرًا للعدل في حكومة الرئيس رفيق الحريري بين عامي 2000 و2003، ثم وزيرًا للتربية والتعليم العالي من 2003 حتى 2004. في عام 2005، انتُخب نائبًا عن دائرة الشمال الثانية، واستمر في هذا المنصب لعدة دورات، ممثلاً "تيار المستقبل". خلال مسيرته النيابية، ترأس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات، وكان عضوًا في لجنة الإدارة والعدل، مسهمًا بفعالية في صياغة التشريعات ومراقبة الأداء الحكومي.
خلال توليه وزارة العدل، عمل الجسر على تعزيز استقلالية القضاء وتحديث القوانين بما يتماشى مع التطورات الحديثة. وفي وزارة التربية، سعى إلى تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج الدراسية. كنائب، ساهم في إقرار العديد من القوانين الإصلاحية التي تهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.
عُرف عن الجسر دعمه للحوار الوطني كوسيلة لحل الأزمات. في عام 2014، أشار إلى أن جلسات الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" كانت "في قمة الصراحة والجدية"، مؤكدًا رغبة الجميع في إيجاد حلول للأزمة اللبنانية . كما أبدى تفهمه لقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي في عام 2022، معتبرًا أن "الخيار مُرّ ولكن يبدو أنه لا بُد منه" .
يُعتبر الجسر من الداعمين لتعزيز دور المؤسسات الرقابية ومكافحة الفساد. في إحدى جلسات مجلس النواب، أكد على ضرورة التدقيق المالي والمحاسبي والجنائي الشامل لكل الوزارات والمؤسسات، مشددًا على أهمية محاسبة المرتكبين.
في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة التي يمر بها لبنان، يتطلب تولي رئاسة الحكومة شخصية تمتلك خبرة قانونية وسياسية واسعة، وقدرة على بناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف. يُظهر سجل سمير الجسر أنه يمتلك هذه المؤهلات، مما يجعله خيارًا جديًا للنظر فيه في هذه المرحلة الحساسة.
إن اختيار شخصية مثل سمير الجسر لرئاسة الحكومة قد يسهم في تقديم حلول عملية للأزمات الراهنة، من خلال الاستفادة من خبراته المتراكمة ورؤيته الإصلاحية.