. هجوم أم تحول استراتيجي؟ قراءة في أخطر ضربة أمريكية منذ سنوات

بقلم: هيئة تحرير مراسل نيوز

. هجوم أم تحول استراتيجي؟ قراءة في أخطر ضربة أمريكية منذ سنوات

في لحظةٍ حبست أنفاس العالم، هزّت الضربة العسكرية الأمريكية على منشآت نووية إيرانية المشهد الإقليمي والدولي، لتدشّن فصلًا جديدًا من الغموض والتوتر في الشرق الأوسط. فردو، نطنز، أصفهان... أسماء لم تعد مجرد مواقع جغرافية، بل عناوين لانفجار سياسي وأمني قد تمتد شظاياه من الخليج إلى ضفاف المتوسط.

الضربة ليست مفاجِئة بقدر ما هي محمّلة برسائل. الرسالة الأولى، واضحة وصريحة: واشنطن قررت التحرك دون انتظار إجماع دولي أو موافقة إقليمية. أما الرسائل الأخرى، فتوزّعت بين السطور: من سيقف في وجه إيران؟ ومن سيتحمل تبعات التصعيد؟ وهل دخلنا حقبة جديدة تُدار فيها الصراعات بالنار بدل المفاوضات؟

إيران الآن أمام مفترق طرق: الانتقام المباشر، أو إدارة الرد عبر الحلفاء والوكلاء. السيناريوهات كلها مفتوحة، والتداعيات قد لا تقتصر على الداخل الإيراني، بل قد تُترجم سريعًا في ساحات مثل العراق، سوريا، اليمن... وربما لبنان.

هنا، تحديدًا، تكمن الخطورة. لبنان، الذي بالكاد يتنفس وسط أزماته المتداخلة، قد يجد نفسه مجددًا في قلب العاصفة. فهل من ضامن ألا يتحول الجنوب إلى جبهة مشتعلة؟ وأين الدولة اللبنانية من كل ذلك؟ وهل لا يزال القرار السيادي حاضراً في لحظة دولية تتقاطع فيها القوى الكبرى فوق رؤوس الشعوب؟

في "مراسل نيوز"، نؤمن بأن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الحدث، بل يمتد إلى تفكيكه وتحليله، وكشف أبعاده العميقة. ما جرى بين واشنطن وطهران ليس مجرد تطور عسكري، بل تحوّل استراتيجي في شكل النزاعات الحديثة، وقد يكون بداية لزمن تتلاشى فيه الخطوط الحمراء وتُرسم فيه خرائط جديدة على أنقاض الاستقرار الهش.

المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى: يقظة سياسية، ووعي شعبي، وتحليل عميق لا يخضع لانفعالات اللحظة، بل يستند إلى معطيات ومعلومات وتقدير حقيقي للمخاطر. فالأيام المقبلة قد تكون حبلى بالمفاجآت، وما بعد الضربة... ليس كما قبلها.