دماء الحرية تحطم محور الشر... ولبنان ينهض
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
لبنان، أرض الحرية والكرامة، لم يكن يومًا ساحة سهلة لمن أرادوا الهيمنة عليه. شهداؤه الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استقلاله كانوا دائمًا درع الوطن وسيفه. منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مرورًا باغتيالات القادة والصحافيين الذين وقفوا ضد القمع، وصولًا إلى يومنا هذا، أثبتت دماؤهم أنها لم تذهب هدرًا. اليوم، ومع زوال قبضة نظام بشار الأسد، وانحسار نفوذ حزب الله وإيران، نرى بشائر استقلال جديد للبنان بفضل تضحياتهم.
شهداؤنا... أنتم من أشعلتم شرارة التغيير
اغتيال رفيق الحريري في فبراير 2005 كان الزلزال الذي هزَّ أركان الهيمنة السورية على لبنان. لم تكن جريمة اغتياله مجرد استهداف لشخص، بل محاولة لإطفاء شعلة الاستقلال التي كانت تنمو في قلوب اللبنانيين. لكنكم، أيها الشهداء، حولتم تلك اللحظة إلى نقطة انطلاق لتحرير القرار اللبناني من سيطرة نظام الأسد وحلفائه.
سمير قصير وجبران تويني:
بدمائكم، أصبح القلم أقوى من السلاح. كنتم صوت الحرية في وجه الطغيان.
بيار الجميل ووسام الحسن:
بأرواحكم، برهنتم أن لبنان أكبر من الطائفية والتهديدات.
رفيق الحريري:
بقيت رمزًا للإعمار والسلام، حتى وأنت غائب جسدًا، لأن فكرتك عن لبنان المستقل ما زالت حيّة.
نظام الأسد إلى زوال: العدالة آتية
اليوم، يتهاوى نظام بشار الأسد الذي كان حجر الأساس لمحور الشر في المنطقة. هذا النظام الذي اغتال قادتنا، وهجّر شعبه، ومزق سوريا، بات على شفا الانهيار. كل يوم يفقد فيه الأسد السيطرة، يقترب لبنان من طي صفحة قاتمة من التدخلات السورية التي دامت لعقود.
التحقيقات والاتهامات الدولية المرتبطة باغتيال الحريري أثبتت أن هذا النظام وحلفاءه لن يفلتوا من العدالة.
مع فقدان النظام لنفوذه الإقليمي، تتراجع قدرة دمشق على التأثير في السياسة اللبنانية كما كان الحال سابقًا.
أمّا حزب الله، الذي كان ذراع إيران العسكرية في لبنان وسوريا، يواجه اليوم أزمات داخلية وخارجية تهدد وجوده:
انهيار خطوط الإمداد:
بانهيار النظام السوري، يخسر الحزب الممر الأساسي للأسلحة والمال، مما يضعف هيمنته ويعيد التوازن للمعادلة اللبنانية.
ضعف شعبيته داخليًا:
الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تسبب فيها الحزب داخل لبنان دفعت كثيرين لإعادة التفكير في دوره وتأثيره على مستقبل البلاد.
لطالما استخدمت إيران سوريا كبوابة لنشر نفوذها في لبنان والمنطقة. لكن اليوم، مع خسارتها لنظام الأسد وانحسار قدرتها على تمويل حلفائها، يتضح أن نفوذها يضعف يومًا بعد يوم:
خسارة الحلفاء:
انهيار نظام الأسد يقطع أهم شريان لوصول الدعم إلى حزب الله، مما يضعف قوة المحور الإيراني-السوري.
تراجع النفوذ الإقليمي:
مع تغير موازين القوى في المنطقة، تفقد إيران قدرتها على فرض أجندتها في لبنان وسوريا
إلى كل من رحل مدافعًا عن استقلال لبنان، نقول: "شهداؤكم لم يكونوا سدًى، بل كانوا بداية الاستقلال الحقيقي. اليوم، بشار الأسد إلى زوال، وحزب الله يتراجع، وإيران تفقد قبضتها على المنطقة."
رفيق الحريري: إرثك باقٍ في كل مشروع يُبنى وفي كل خطوة نحو لبنان المستقل.
سمير قصير وجبران تويني: أصواتكم الحرة ما زالت تلهم الأجيال القادمة للوقوف ضد كل طغيان.
وسام الحسن وبيار الجميل: شجاعتكم أثبتت أن الاستقلال يتطلب تضحيات لا حدود لها.
إلى كل شهيد حمل راية لبنان المستقل، نقول لكم: "ارقدوا بسلام. إرثكم لا يزال حيًا، ونضالكم لم يكن سدًى. لبنان الذي حلمتم به يولد من جديد، وشمس الحرية التي ضحيتم من أجلها بدأت تشرق."
لبنان ينهض، ونظام الأسد إلى زوال، وحزب الله وإيران يتراجعون. دماؤكم أضاءت الطريق، ولبنان لن ينسى شهداءه أبدًا. تحية من القلب لكم، أيها الأبطال.