تركي الفيصل يُشعل الشرق الأوسط: ديمونا أولى بالقصف من طهران!

بقلم هيئة التحرير – شؤون سياسية موقع مراسل نيوز | marasel.news

تركي الفيصل يُشعل الشرق الأوسط: ديمونا أولى بالقصف من طهران!

في مشهد لا يخلو من الجرأة، والمفارقة، والانقلاب على المألوف، فجّر الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، قنبلةً سياسية وإعلامية من العيار الثقيل، استهدفت عمق التناقضات الغربية في الملف النووي، وانحيازاتها السافرة في الشرق الأوسط. في مقال نُشر عبر صحيفة "ذا ناشونال"، لم يُهادن الأمير، ولم يُساير، بل سمّى الأشياء بأسمائها: "في عالم يسوده الإنصاف، كانت قاذفات B2 الأميركية ستُمطر ديمونا لا طهران!".

 رسالة غير مسبوقة من الرياض إلى تل أبيب وواشنطن

تصريحات الأمير تركي الفيصل لم تكن تحليلاً تقليديًا، بل بيانًا سياديًا مُبطّنًا، يُعلن أن زمن "الصمت التكتيكي" انتهى. للمرة الأولى، تُقارن شخصية رفيعة من السعودية بين الملف النووي الإيراني، ونظيره الإسرائيلي، في سياق أخلاقي مقلوب تتورط فيه القوى الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة.

قالها الأمير بوضوح: "إسرائيل تملك قنابل نووية، ولم تنضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي. لم يُفتّش أحدٌ منشآتها. فكيف تبررون قصف إيران، وتصمتون عن ديمونا؟".

 استدعاء "العدالة النووية" والازدواجية الغربية

تصريحات الأمير السعودي فتحت باباً مغلقاً منذ عقود في الخليج، عبر ربط قضية القصف الأميركي الأخير لمنشآت إيرانية، بمشروع إسرائيل النووي الصامت. في لغة تخاطب ضمير العالم، تساءل الأمير:
"إذا كانت تهديدات طهران سبباً للهجوم، فماذا عن تهديدات نتنياهو التي بدأت منذ 1996 بتدمير النظام الإيراني؟ من يجلب الدمار للمنطقة حقاً؟"

 موقف سعودي "ثنائي الإيقاع": بيان رسمي و"ضربة فكرية"

بينما جاء البيان السعودي الرسمي حذِرًا ومُدينًا لانتهاك سيادة إيران، كان مقال الأمير تركي يمارس هجومًا دبلوماسيًا معاكسًا بلغة غير دبلوماسية. الموقفان لا يتعارضان، بل يعكسان ثنائية الصوت السياسي السعودي:

رسميٌّ يدعو للتهدئة.

ونُخبويٌّ يحاسب الغرب بلغته.


المقال لم يعبّر فقط عن رأي شخصي، بل حمل بصمة تفكير مؤسساتي سعودي جديد: واثق، ناقد، وصارخ حين يلزم الصراخ.

 في بيروت... من يسمع صدى الرسالة؟

في لبنان، حيث الجدل لا يهدأ حول سلاح "المقاومة"، والنفَس الإقليمي حاضر في كل زاوية، تُطرح أسئلة وجودية بعد كلام الأمير:

هل أصبح الصوت السعودي أكثر انسجامًا مع نبض الشعوب العربية في رفض الكيل بمكيالين؟

هل يعيد هذا الطرح السعودية إلى قلب معادلة "الردع الكلامي" في وجه إسرائيل؟

وماذا يقول هذا الكلام عن سقف التسويات الإقليمية المقبلة؟


 ما بعد "تركي الفيصل": تحوّل في العقل الاستراتيجي العربي؟

الضربة الكبرى ليست في الكلمات فقط، بل في توقيت صدورها:
 بعد الضربة الأميركية لطهران.
 في ظل انكشاف المشروع الإسرائيلي أمام العالم.
 وقبيل مفترق طرق في الملف النووي والتهدئة في غزة.

المقال يضع الجميع أمام خيارات غير مريحة:

إما الاعتراف بازدواجية المعايير الغربية وتعديل السلوك الدولي،

أو الاستمرار في دعم الهجمات الاستباقية الانتقائية، مما يجعل السلام الإقليمي مستحيلاً.


 الخاتمة: ديمونا في مرمى الكلام

ما قاله تركي الفيصل ليس صدفة، وليس رأيًا فرديًا. هو مائدة استراتيجية مُعلّقة فوق الطاولة الدولية، تطالب العالم بتصحيح البوصلة.
الرسالة وصلت… فهل يملك الغرب شجاعة الرد، أم أن "ديمونا" ستبقى اسمًا ممنوعًا على الرادارات الإعلامية والسياسية؟