نعيم قاسم يبيع الأوهام: حزب الله بين وهم الانتصار وتدمير الوطن
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري
في تصريحاته الأخيرة، ادعى نعيم قاسم أن حزب الله قد "تعافى من جراحه"، وأن من حق الشعب السوري اختيار حكومته، مع استعراض للمقاومة كذريعة دائمة لتبرير هيمنة الحزب على القرار الوطني. ولكن هل هذه التصريحات تقنع الشعب اللبناني الذي يعيش يوميًا تداعيات سياسات حزب الله؟ الحقيقة تكشف غير ذلك.
"تعافي حزب الله": من أين؟ وعلى حساب من؟
حزب الله قد يكون "تعافى من جراحه"، ولكن لبنان بأكمله ما زال ينزف. كيف يمكن الحديث عن تعافٍ في وقت يتسبب الحزب بعزل لبنان سياسيًا ودبلوماسيًا؟ التحالفات الخارجية للحزب وسياسته العدائية تجاه العالم العربي والمجتمع الدولي حولت لبنان إلى ساحة حرب تخدم أجندة إيران بدلًا من أن تكون ساحة للحوار والتنمية.
الشعب اللبناني يئن تحت وطأة الانهيار الاقتصادي، ولكن حزب الله لا يرى في ذلك أي جراح تستحق المعالجة، مادامت أولوياته مرتبطة بالسلاح والمقاومة.
حديث نعيم قاسم عن "حق السوريين في اختيار حكومتهم" هو نكتة سوداء. ألم يكن حزب الله رأس الحربة في منع الشعب السوري من تحقيق هذا الحق عندما تدخل عسكريًا لدعم نظام الأسد؟
كيف يتحدث الحزب عن حقوق السوريين، بينما شارك بشكل مباشر في قمعهم وتهجير الملايين وتدمير المدن؟
يدّعي قاسم أن المقاومة هي مصدر الشرعية، ولكن الحقيقة أن المقاومة تحولت إلى أداة لتقويض الدولة اللبنانية.
المقاومة الحقيقية لا تعني مصادرة القرار الوطني. الشرعية لا تُستمد من السلاح الذي يخدم مصالح إقليمية، بل من شعب لبناني تعب من دفع فاتورة مشاريع الحزب الخارجية.
"العدو التوسعي": شعار يُخفي العدو الداخلي
من السهل على قادة حزب الله الحديث عن العدو الإسرائيلي والتوسع، ولكن ماذا عن العدو الداخلي؟
هذا العدو يتمثل في إصرار حزب الله على تدمير أي فرصة لبناء دولة قادرة على حماية نفسها وسيادتها عبر جيش وطني ومؤسسات مدنية قوية.
مشروع الحزب بات يُرهن مستقبل لبنان بأجندات إيران ويُحول الجنوب إلى ساحة معركة دائمة تُستخدم لتبرير بقاء السلاح.
خسارة الإمدادات العسكرية من سوريا ليست مجرد "تفصيل صغير"، بل هي إقرار بأن الحزب جعل لبنان رهينة لخطوط إمداد خارجية.
هذا يعني أن أمن لبنان واستقراره ليس أولوية بالنسبة للحزب، بل الهدف الحقيقي هو استمرار مشروعه التوسعي في خدمة الحرس الثوري الإيراني.
أي حديث عن استمرار المقاومة لعقود قادمة هو إعلان واضح بأن حزب الله لا يرى في لبنان وطنًا، بل منصة لخدمة مشروعه الإقليمي.
لبنان ليس بحاجة إلى خطاب استعراضي مليء بالشعارات، بل إلى دولة مؤسسات، وإلى سيادة تُبنى على إرادة الشعب اللبناني لا على إرادة ولي الفقيه في طهران.
تضحيات اللبنانيين ليست مادة دعائية لتبرير حروبكم المستمرة، بل صرخة واضحة لوقف هذا النزيف الذي أصبح عنوانًا لسياسات حزب الله.
كلمات نعيم قاسم ليست سوى محاولة لتزييف الحقائق والتغطية على الكوارث التي سببها حزبه للبنان وسوريا.
الشعب اللبناني لم يعد يصدق هذه الشعارات المكررة التي تخفي وراءها مشروعًا طائفيًا يهدد استقرار الوطن ومستقبله. الرد على هذه التصريحات ليس بالصمت، بل بالمطالبة الفعلية ببناء دولة قوية ومستقلة قادرة على حماية شعبها من مغامرات حزب الله وأوهامه.