نواف سلام... الزعيم الذي انتظره اللبنانيون طويلاً!

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

نواف سلام... الزعيم الذي انتظره اللبنانيون طويلاً!

في زمن الانهيار الجماعي، حين فقد اللبنانيون إيمانهم بكل شيء: الدولة، القضاء، الطبقة السياسية، وحتى أنفسهم... دخل نواف سلام المعادلة لا كـ"رئيس حكومة تقليدي"، بل كمشروع مواجهة وطنية ضد أمراء الطوائف وتجار الانهيار.

 

لم يمضِ على نيله الثقة سوى أسابيع قليلة، لكن ما فعله حتى الآن كسر حالة الجمود الوطني، وأعاد إلى الشارع اللبناني شيئًا من الأمل، ولو بحذر.

 

المطار... من بوابة فوضى إلى مدخل للدولة

 

لم تكن تغييرات إدارة مطار رفيق الحريري الدولي تفصيلًا إداريًا. كان المطار مرآة لفشل متراكم، من الفساد إلى الإهمال الأمني. لكن اليوم، بدأت إعادة الهيكلة، تركيب أجهزة حديثة، وتشديد الإجراءات ضد التهريب، مع إزالة صور حزبية لطالما جعلت المطار رهينة "الدكاكين السياسية"

 

طرابلس تنتفض مع نواف سلام

 

زيارة سلام إلى طرابلس لم تكن سياحية أو انتخابية، بل مدفوعة برؤية تنموية حقيقية. تفعيل المشاريع المعطّلة: المرفأ، المصفاة، معرض رشيد كرامي، جاءت بالتوازي مع خطة أمنية حقيقية خفّضت الجريمة وأعادت الطمأنينة إلى مدينة كانت تُعامل كمنطقة عسكرية مهمّشة.

 

اختراق في جدار المصارف: من رفع السرية إلى حماية المودعين

 

أكبر إنجاز حتى الآن؟ دون شك: قانون رفع السرية المصرفية بأثر رجعي لعشر سنوات. خطوة غير مسبوقة هزّت أركان شبكة النفوذ المالي والسياسي. وللمرة الأولى، توضع أموال المودعين ضمن خطة إصلاح واقعية، لا بروباغندا إعلامية.

 

السيادة تترجم ميدانيًا: تفكيك مواقع حزب الله

 

ما لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، فعله نواف سلام بلا ضجيج: الجيش اللبناني بدأ بسط سيطرته في الجنوب، وفكك أكثر من 500 موقع لحزب الله. إنها ليست فقط مسألة أمنية، بل استعادة لسيادة الدولة، ودخول إلى "المحظور" بشجاعة نادرة.

 

عودة لبنان إلى خريطة العرب

 

زيارته إلى السعودية فتحت صفحة جديدة من العلاقات العربية – اللبنانية بعد سنوات من القطيعة. وفي المقابل، بدأ التنسيق مع سوريا لترسيم الحدود وضبط المعابر، في خطوة تُعيد رسم المشهد الأمني والسياسي للمنطقة الحدودية.

 

زعيم بصيغة دولة

 

نواف سلام لا يُجيد "الزعبرات السياسية"، ولا يعيش في البزنس الطائفي. مشروعه ليس شعبويًا، بل مبني على مأسسة الدولة واستعادة الشرعية. خصومه يعرفون أنه يهدد النظام العفن من جذوره، لذا بدأت الحملات المضادة منذ اليوم الأول.

 

لكنه يملك سلاحًا لا يملكه غيره: مصداقية نادرة، ورؤية بعيدة المدى، وإرادة لا تُشترى.

 

 لا عودة إلى الوراء

 

نواف سلام هو الزعيم الذي انتظره اللبنانيون طويلاً… لأنه أول من خاطبهم كمواطنين، لا كأتباع.

لبنان لا يحتاج معجزة، بل مسؤولين لا يسرقون، ولا يساومون على كرامة الناس. وربما – ولأول مرة منذ عقود – أصبح هذا الحلم قابلاً للتحقيق.